بعد اطلاع مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في دورته الثانية والعشرين بدولة الكويت، خلال الفترة من: ٢-٥ جمادى الآخرة ١٤٣٦هـ الموافق: ۲۲ – ۲٥مارس ۲۰۱٥م، على البحوث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع الشورى والديمقراطية من منظور إسلامي، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله،
قرر ما يأتي:
١- الشورى قاعدة من قواعد الحياة الإسلامية، وأساس من أسس نظام الحكم في الإسلام، مأمور بها شرعا، قال الله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [الشورى:۳۸[، وقال لنبيه المعصوم المؤيد بالوحي: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأُمِّر فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران:۱٥۹]، ونفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر خير تنفيذ، حتى قال عنه صاحبه أبو هريرة رض الله عنة:(ما رأيت أحدًا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله ﷺ).
۲-لا مانع شرعًا من الاستفادة من آليات الديمقراطية فيما يحقق مصلحة الفرد والمجتمع بعد فصلها عن أصلها الفلسفي، الذي يقوم على حكم الشعب دون تقيد بأحكام الشريعة الإسلامية، الذي قامت عليه في المجتمعات غير الإسلامية، مع مراعاة الضوابط الشرعية وخصوصيات كل دولة من الدول الإسلامية، مراعاة للمصلحة التي تعتبر من أسس استنباط الحكم الشرعي في الفقه الإسلامي.
ويوصي المجلس بما يأتي:
١- الاهتمام بنشر ثقافة الشورى في الإسلام تأصيلا وتطبيقا عبر المحاضرات والندوات ومناهج التربية والتعليم ووسائل الإعلام والاتصال المعاصرة.
٢- اهتمام أهل الاختصاص بالبحث عن صيغ وتطبيقات جديدة مستمدة من مبدأ الشورى، مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك.
والله تعالى أعلم؛؛