الزكاة

إعطاء غير المسلم من الصدقة والزكاة

ورد هذا السؤال إلى بيت الزكاة والصدقات المصرى وقد أجابت عليه:
ما حكم إعطاء غير المسلم من الصدقة والزكاة؟

الـجَـوَابُ: الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه، وبعد؛ فقد أمر الله تعالى المسلمين أن يتصفوا بالإحسان مع كل شيء في الكون، وأن يبذلوا المعروف لجميع الخلق، وأن يعاملوا الناس بالبر والقسط حتى وإن خالفوهم الدِّين؛ فقال سبحانه: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. والمقصود ببرهم هنا: التَّوسع في فعل الخير معهم من صِلتهم، والرِّفق بضعيفهم، وسد خلَّة فقيرهم، وإطعام جائعهم، وإكساء عاريهم، ولين القول معهم على سبيل اللطف لهم والرحمة بهم… وتصدُّق المُسلم على المحتاجين من غير المسلمين لونٌ من ألوان البر الذي أمر الله به؛ لِمَا فيه من الإعانة والتَّضامن والتَّكافل، وهذا عين ما فعله أمير المؤمنين عمر الفاروق ؓ مع شيخٍ كبيرٍ من أهل الكتاب، حينما فرض له ما يغنيه من بيت مال المسلمين، كما في الأموال للقاسم بن سلام [ص: 52]. هذا بخصوص الصدقة، أما إعطاء غير المسلم من الزكاة، وزكاة الفطر إن كان فقيرًا أو مسكينًا أو مدينًا… إلخ كما فصلت آية مصارف الزكاة [التوبة:60]؛ فيجوز إعطاؤه منها أيضًا؛ عملًا بقول بعض الفقهاء، لا سيما وقت الحاجة الشديدة وظهور الأوبئة والأمراض الفتاكة، وذلك على المفتى به من أقوال الفقهاء. ومما ذكر يعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.

فتاوى بيت الزكاة والصدقات المصرى

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى