هذه الآونة تحيط بالمسلمين الهنود مشاكل متنوعة، أهمها الحفاظ علي هويتهم الثقافية والدينية في البيئة الهندية المعاصرة، ونقل هذه الهوية إلي الجيل الجديد وهذه المسؤولية تعود علي الجميع ليكون الإسلام مرفوع الرأس ومرفرف الراية، ولكي ينتف عبوجودنا إخواننا المواطنون كذلك.
ولإ نجاز هذا الغرض الأساسي والمهم، علينا أن نعتصم بحبل الله ونعض النظر عن فوارق الأسرة والقبيلة والمذهب والطائقية ،ونقضي علي التفرقة العنصرية وفوارق اللغة والمنطقة، ونتيقن جازمين أن الوحدة والتضامن هو الحياة، والشقاق والخلاف هو الموت، ولكن مايبعث علي الأسف هو الشعور القوي منذ ايام بأن المسلمين الهنود قد انحرفوا عن طريق الحياة، طريق الوحدة والتضامن، واندفعوا نحو طريق الموت والشقاق والخلاف مما يشكل خطرا بالغا لحياتنا الإسلامية والدينية، ونظرا إلي مثل هذه الأحوال نهض المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابط ة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في جلسته المنعقدة في فترة مابين 24ـ 28 صفر 1408هـ مناشدا جميع المسلمين في العالم كله للأخوة والوحدة، وأ ن لا تنفلت من أيديهم عروة الوسطية والتوازن في خلافاتهم المذهبية والفقهية، ون لاتؤدي تصرفاتهم إلي جرح مشاعر الآخرين.
فتعالوا نقم بتجديد درسنا السابق:
إننا نحن عباد الله الواحد ،نؤمن بن محمدا صلي الله عليه وسل آخر الآنبياء، ونؤمن بأن القرآن آخر كتاب أنزله الله، حينما نصلي لانجعل قبلتنا إلا إلي الكعبة، وديننا الإسلام الذي ارتضاه الله إلي يوم القيامة، واتبعنا دين الإسلام للنجاة.
لذا نتعاهد علي الأمور التالية:
أولا:
علينا جميعا أن نبقي أمة واحدة بصرف النظر عن الخلافات الاجتماعية والمذهبية والقبلية، ونكون أسوة لغيرنا في المساواة والأخوة الإسلامية في حياتنا العلمية.
ثانيا:
أ ن لايؤ\ي اختلافنا في المذاهب والاتجاهات إلي تشتيت وتفريق وحدتنا بل يجب أن يقتصر هذا الاختلاف في حدود البحث والتحقيق فقط.
ثالثا:
أن نحترم أئمة المذاهب الفقهية جميعا بدون التفريق، ونتجنب الأقاويل التي تسئ إليهم من عرضهم.
رابعا:
كما يجب أن يحترم بعضنا بعضا ولانستهزئ بأحد من المسلمين ولانسخر من أحد ونلتزم بتعاليم الدين الحنيف في ذلك، ونقوم بحفظ أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم.
خامسا:
أن نتعاون فيما بيننا في الأعمال الخيرية والدينية ونحترز من الافتراء علي أحد، وأو إدلاء بتصريحات في الجرائد والمجلات أو إصدار النشرات ضد أحد حياتنا أننا متحدون، وكل من رفيق بعض لافريق مخالف له، ونتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه.
سادسا:
أن نقوم بحل قضايانا الخلافية عن طريق الحوار فيما بين أنفسنا وحيث توجد دور القضاء نرفع قضايانا إليها.
سابعا:
أن تكون حياتنا مثالا رائعا للصبر والتحمل، ويكون تعاملنا علي أسس التعاون، وأن نبذل جميع مافي وسعنا في توجيد صفوف المسلمين وجمع شملهم وعدم إثارة النوازع العرقية أو المذهبية بينهم، لأنه يؤدي إلي هز كيان المسلمين.
ثامنا:
أن لانعتبر الاختلاف في الفروع والجزئيات اختلاف عقيدة، ونكون في حياتنا الدينية والاجتماعية كالبنيان المرصوص، الذي يشد بعضه بعضا.
تاسعا:
هناك بعض الطوائف المتطرفة والقوي المستغلة سياسيا تقوم بتفيق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم تحت مؤامرة منظمة ونحن نصمم علي قمع هذه الدسائس واستئصال المؤامرات بالفراسة الإيمانية.