الأسرةالفتاوىفتاوى المجامعمجمع الفقه بالهند

الكفاءة في النكاح

إن الإسلام قد اعتبر جميع البشر سواء، وهو لايفرق بين إنسان وإنسان ،ويكرم الإنسان من حيث أنه علي طريقة سواء، وقد قال الله جلا وعلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]

لذا يستنكر من وجهة نظر الإسلام التقسيم الطبقي للإناسن واعتباره عاليا أو سافلا علي اساس فوارق الكون والسلالة، وقد قال الله سبحانه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}. [الإسراء: 70]

 

ونظرا إلي هذه التوجيها ت الإسلامية بصدد التكريم الإنساني قررت الندوة ما يلي:

أولا:
إن الإسلام قد قدم نظرية الأخوة الإسلامية بكلمات صريحة وواضحة. قال تعالي {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]. وقال النبي صلي الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

(أخرجه البخاري ومسلم عن أبي موسي رضي الله عنه ) وقال صلي الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ..الخ.”

(أخرجه مسلم عن النعمان بن بشير كتاب البر والصلة والآداب).

 ولذلك كان كل مسلم أخا لأي مسلم آخر، وتحقير الإنسان لأخية الإنسان والتفاخر عليه علي أساس النسب ولأسرة واللغة يعارضان التوجيهات الإسلامية معارضة صريحة.

وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “لايحل لمسلم أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم علي  المسلم حرام دمه وماله وعرضه)

ثانيا:
عن طريق النكاح يتعاقد فردان أجنبيان ـ وهما الزوج والزوجة ــ علي المصاحبة والعشرة بينهما طول الحياة، ويكون  كل واحد سرا وسترا وسكينة للآخر.

 قال الله تعالي {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]  وقال تعالي {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] ويعتبر الإسلام النكاح احكم عقد وامتنه، ولذا فإنه يوجه توجيهات تتحق بالعمل بها مقاصد النكاح ويحيا بها كل من الرجل والمرأة حياة طيبة إلي آخر لحطة جياتهما.

ثالثا:
وليست حقيقة الكفاءة إلا المماثلة والمساواة بين الرجل والمرأة وفي حالة وجود التوافق والانسجام بين الزوجين في الفكر والاجتماع وأسلوب الحياة والديانة وما إلي ذلك وفي ظل هذه المساواة يحيا الرجل والمرأة جياة هنيئة، ويكون النكاح محكما، أما النكاح الذي يتم مع غير الكفء ففي أغلب الاحوال لايأتي بثمرة، وتأثيراته السيئة لاتؤثر علي الشخصين فقط بل تتجاوز إلي بيتيهما وأسرتيهما، ونظرا إلي هذه الحاجة قد اعتبر الإسلام الكفاءة في أحكام النكاح.

رابعا:

النكاح الذي يتم يبن الرجل والمرأة المسلمين البالغين العاقلين بالتراضي معتبر شرعا، والكفاءة تؤثر في لزوم عقد النكاح لافي صحة النكاح وانعقاده.

خامشا:

 يكرم الشخص ـكائنا من كان ـ بعد أن يعتنق الإسلام ويصبح فدرا مكرما من قبل المجتمع، ويحظي بالحقوق والإكرام مثل ما يحظي بها المسلم قديم الإسلام الذي ورث الإسلام عن أبيه وجده، وإذا أنحت البنت المسلمة المسلم الحديث العهد بالإسلام فهذا العمل يوجب الثواب فضلا عن كون هذا النكاح جائظا.

 سادسا:

ينبغي أن يكون الزوج كفئا ـ أي :مساويا ـ للزوجة ولايشترط في الزوجة ان تكون كفءا للرجل، وبناء علي هذا فإن الرجل إن تزوج من هي دونه جاز النكاح ولزم، وليس لأولياء الرجل أن يعترضوا عليه.

سابعا:

 ولو نكحت المرأة غير الكفء علي غير إذن وليها فينعقد هذا النكاح شرعا، ولكن يحقق لأوليائها أن يرافعوا القضية إلي القاضي ليجمع بينهما إن كان الزوج كفء للمرأة أو يفرق.

 ثامنا:

ولو لم يذكر الرجل أ و أولياؤه الحقائق عند النكاح وكذبوا في ذكر نسبهم وأسرتهم أو في أحوالهم الإجتماعية والاقتصادية، وظهر بعد ذلك كذبهم وخداعهم فينعقد النكاح، ولكن للمرأة أو لأوليائها أن يرافعوا القضية إلي القاضي.

 تاسعا:

 يلزم اعتبار الديانة في مسألة الكفاءة، أما الأمور الأخري فهي تتعلق بالعرف والعادة ولأحوال الأجتماعية ولذا لايمكن أن يتم تحديد وتعيين أمور الكفاءة بطريق معين وموحد للدول والأمم كلها وللعالم كله، بل يقوم علماء وفقهاء كل دولة ومنطقة بتحديد أمور الكفاءة نظرا إلي عرف وعادة وظروف منطقتهم الاجتماعية الخاصة، دون أن تربط الكفاءة بالعز والذل والشرف والرذالة في مابين الناس.

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى