العاداتالفتاوىفتاوى المجامعمجمع الفقه بالهند

الحفاظ على البيئة

إن الله سبحانه وتعالي وفر للإنسان في هذا العالم ـ منذ أن خلقه ـ كل أسباب الراحة والسعادة، وبالرغم من أنه توجد في هذا الكون بجانب وسائل الخيرات هذه أشياء تسبب تلوث البيئة، إلا أنه تعالي قد خلق أيضا وسائل تزيل هذا التلوث، وتحمي الإنسان من أضرار، وتقبل ماهيته، وتجلعه مفيدا لنظام الكون الطبيعي. والحق أنه إن كانت الثورة الصناعية قد وفرت لنا كثيرا من وسائل مفيدة ومسعدة لحياة البشر في جانب، ففي جانب آخر إنها قد أدت إلي زيادة التلوث الجوي والمائي والصوتي أيضا. الأمر الذي قد أثر علي توازن الطقس سلبيا في تولد العديد من الأمراض الجديدة. ولذا يري العلماء أنه لو لم يتم التغلب علي التلوث فستتعرض الإنسانية لعواقب وخيمة وفتاكة، ولقد اهتدي العلم الحديث إلي الوسائل التي تقوم بإزالة أنواع التلوث،

ولكن أصحاب الصناعات لايستخدمونها، لأنه لاهم لهم إلا زيادة المنتوجات وبأقل التكاليف مهما كانت أضرارها البيئية، وهو سلوك لايرضاه الإسلام ولاتقبله الإنسانية، وبهذا الخصوص.

قررت الندوة مايلي:

أولا:

إذا قام أصحاب الصناعات بإنشاء صناعات تسبب التلوث فيجب عليهم أن يستخدموا وسائل تقوم بإزالة هذا التلوث حتي لا تتضرر البيئة، ومن خلالها الحياة البشرية.

الثاني:

تشكل ظاهرة اختيار الشركات الدولية للهند كسوق عالمي بعد ا إيجابيا حيث أنها تخلق جوا للمنافسة البناء، وبفضلها تتوفر المنتوجات ذات الجودة العالية للمستهلكين، ولكن الأمر الذي يلفت النظر هو أن هذه الشركات الصناعية تأتي بركامات هائلة من النفايات الصناعية وأنواع التلوث البيئي، وعليه فإن الندوة تطالب حكومة الهند بأن تقوم بسن قوانين تضمن حماية البيئة من أضرار التلوث بأنواعه، وتقوم بتطبيقها علي كافة الشركات محليةكانت أو دولية.

الثالث:

 إن ما يواجه العالم من الويلات التي جرها التلوث البيئي مامن مصدر لها إلا الدول الراقية، لأن هذه الدول لم تراع تلاؤم الصناعة مع البيئة وذلك بغية الحصول علي أرباح أكثر بتصنيع منتوجات أرخص. فهذه الدول لم تستخدم وسائل مكافحة التلوث، وبعد أن أصبح التلوث مشكلة غاية في الخطورة بدأت تماطل في تحمل مسؤولياتها نحوه. وتطالب الندوة الشركات بأن تغير موفقها من الإنسانية، كما تناشد حكومة الهند أن تقوم بدورها كإحدي كبريات دول العلام الديوقراطية في إقناع الدول الراقية بمسؤولياتها في هذا الصدد.

الرابع:

 وتوصي الندوة مواطني البلاد بالاهتمام بنظافة البيئة، وتجنب كافة مايسبب التلوث والإضرار بالآخرين مثل بناء المجاري المفتوحة، وإلقاء المهملات والقاذورات علي الطرقات والشوارع والأماكن العامة، وتلويث المياة لكي يمكن تفادي خطرالأمراض الفتاكة والأضرار الأخري التي تسببها أنواع التلوث البيئي.

 

قرارت وتوصيات الندوة السابعة عشرة
لمجمع الفقه الإسلامي بالهند
دار العلوم الشيخ علي المتقي ــ بمدينة برهانفور ولاية مدهيا براديش (الهند)
28ــ30 ربيع الأول 1429هـ
5ــ7 أبريل 2008م

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى