الفتاوىالمجمع الفقهيعقيدةفتاوى المجامع

حكم الماسونية والانتماء إليها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدي بهداه.

أما بعد:

فقد نظر المجمع الفقهي الإسلامي، في قضية الماسونية والمنتسبين إليها وحكم الشريعة الإسلامية في ذلك.

وقد قام أعضاء المجمع بدراسة وافيه عن هذه المنظمة الخطيرة، وطالع ماكتب عنها من قديم وجديد، وما نشر عن وثائقها نفسها فيما كتبه ونشره أعضاؤها وبعض أقطابها من مؤلفات، ومن مقالات في المجلات التي تنطق باسمها.

وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب، من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص مايلي:

1 ـ الماسوينة منظمة سرية، تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة، بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها، هلي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتي علي أعضائها إلا خواص الخواص، الذين يصلون بالتحارب العديدة إلي مراتب عليها فيها.

2 ـ أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض علي أساس ظاهري، للتمويه علي المغفلين، وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها، دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والذاهب.

3 ـ أنها تجذب الأشخاص إليها، ممن يهمها ضمهم إلي تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية، علي أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر، في أي بقعة من بقاع الأرض: يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعنيه إذا وقع في مأزق من المآزق أيا كان، علي أساس معاونته في الحق والباطل، ظالما أو مظلوما، وإن كانت تستر ذلك ظاهريا بأنها تعينه علي الحق لا الباطل، وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية، وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال.

4 ـ أن الدخول فيها يقوم علي أساس احتفال بنتساب عضو جديد، تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية، لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة. فترتقي مراتبهم تدريجيا، في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو، علي حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومباذئها الخطيرة.

5 ـ أن الأعضاء المغفلين، يتركون أحرارا في ممارسة عباداتهم الدينية، وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها، ويبقون في مراتب دنيا، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجيا، في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو، علي حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة.

6 ـ أنها ذات أهداف سياسية، ولها يف معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية.

7 ـ أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور، ويهودية الإدارة العليا العالمية السرية / وصهيونية النشاط.

8 ـ أنها في أهدافها الحقيقية السرية ضد الأديان جميعا، لتهديمها بصورة عامة، وتهديم الإسلام في نفوس أبنائه بصورة خاصة.

9 ـ أنها تحرص علي اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية، أو السياسية، أو الاجتماعية، أو العلمية، أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذا لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها، ولذلك تحرص كل الحرص علي ضم الملوك والرؤساء والوزراء وكبار موظفي الدولة ونحوهم.

10ــ أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخري، تمويها وتحويلا للأنظار، لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء، إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الأسود (الليونز) والروتاري ـ إلي غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة، التي تتنافي كليا مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية.

وقد تبين للمجمع بصورة واضحة، العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية ـ وبذلك استطاعت أن تسيطر عيل نشاطات كثير من المسئولين في البلاد العربية وغيرها، في موضوع قضية فلسطين، وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضية المصيرية العظمي، لمصلحة والصهيونية العالمية.

لذلك ولكثير من المعلومات الأخري التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمي، وتلبيساتها الخبيثة، وأهدافها الماكرة، يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة علي الإسلام مجانب لأهله، لكن الأستاذ الزرقاء أصر علي إضافة جملة (معتقدا جواز ذلك) فيما بين جملة (علي علم بحقيقتها وأهدافها) وبين جملة (فهو كافر..) وذلك كيما ينسجم الكلام مع حكم الشرع في التمييز بين من يرتكب الكبيرة من المعاصي مستبيحا لها وبين من يرتكبها غير مستبيح: فالأول كافر، والثاني عاص فاسق.

                            والله  ولي التوفيق

المجمع الفقهي الإسلامي
قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة
الدورات :من الأولي إلي السابعة عشرة
القرارات :من الأولي إلي الثانية بعد المائة
(1398ـ 1424هـ /1977ـ2004م)

 

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى