الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد:
فقد درس مجلس المجمع الفقهي ن البحث الذ ي قدمه الدكتور محمد رشيدي عن (الوجودية) بعنوان (كيف يفهم المسلم فكرة الوجودية).
وما جاء فيه من شرح لفكرتها ولمراحلها الثلاث، التي تطور فيها هذا المذهب الأجنبي إلي ثلاثة فروع، تميز كل منها عن الآخر تميزا أساسيا جذريا، حتي يكاد لا يبقي بين كل فرع منهاوالآخر صلة، أو جذور مشتركة.
وتبين أن المرحلة الوسطي منها ـ كانت تطورا للفكرة من أساس المادية المحض ـــ التي تقوم على الإلحاد وإنكار الخالق ــ إلي قفزة نحو الإيمان بما لا يقبله العقل.
وتبين أيضا المرحلة الثالثة، رجعت بفكرة الوجودية إلي إلحاد انحلالي، يستباح فيه ــ تحت شعار الحرية ــ كل ماينكره الإسلام والعقول السليمة.
وفي ضوء ما تقدم بيانه، يتبين أنه حتي فيما يتعلق بالمرحلة الثانية المتوسطة من هذه الفكرة، وهي التي يتسم أصحابها بالإيمان بوجود الخالق والغيبيات الدينية، وإن كان يقال إنها رد فعل للمادية والتكنولوجيا والعقلانية المطلقة.
وكل ما يمكن أن يقوله المسلم عنها في ضوي الإسلام: هو أن هذه المرحلة الثانية منها، أو عقيدة الفرع الثاني من الوجودية، رأي أصحابها في الدين علي أساس العاطفة دون، لا يتفق مع الأسس الإسلامية في العقيدة الصحيحة، المبنية علي النقل الصحيح والعقل السليم، في إثبات وجود الله تعالي، وما له من الأسماء والصفات، وفي إثبات الرسالات علي ماجاء في الله تعالي وسنة رسوله محمد صلي الله عليه وسلم.
وبناء على ذلك يقرر مجلس المجمع بالإجماع:
أن فكرة الوجودية في جميع مراحلها وتطوراتها وفروعها، لاتتفق مع الإسلام، لأن الإسلام إيمان يعتمد النقل الصحيح، والعقل السليم معا، في وقت واحد.
فلذا لا يجوز للمسلم بحال من الأحوال، أن ينتمي إلي هذا المذهب متوهما أنه لا يتنافي مع الإسلام كما أنه لا يجوز ــ بطريق الأولوية ــ أن يدعو إليه، أو ينشر أفكاره الضالة.
المجمع الفقهي الإسلامي
قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة
الدورات :من الأولي إلي السابعة عشرة
القرارات :من الأولي إلي الثانية بعد المائة
(1398ـ 1424هـ /1977ـ2004م)