العاداتالفتاوىالمجمع الفقهيفتاوى المجامع

انتشار أم الخبائث ـ الداء والدواء

إن المجمع الفقهي الإسلامي، قد اطلع علي البحث القيم الذي قدمه إليه عضو مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، معالي اللواء الركن محمود شيت خطاب بعنوان (انتشار أم الخبائث في البلاد العربية ــ الداء والدواء) فوجده بحثا مستقصيا، أحاط بمفاسد الخبائث الثلاثة الخطيرة: الخمور، والمخدرات، والتبغ، وإن الصورة المروعة التي يعطيها هذا البحث النفيس، لما تضمنه من معلومات خطرة موثقة، وإحصاءات صحية واجتماعية واقتصادية، والتي تنذر بأسوأ مصير في جيل المستقبل من الشبا ب ــ لهي هورة كافية لأن تنبه المسؤلين في الأمة، في مختلف ميادين المسئولية إلي واجبهم العظيم الخطير في هذا الشأن، للحيلولة دون أوخم مصير ينتظر جيل المستقبل بسبب تفشي هذه الخبائث الثلاثة التي سماها (أم الخبائث) في أوساط الناشئة ذكورا وإناثا.
وقد حصر كاتب البحث وفقه الله ــ ببصيرته النافذة مصادر الداء، وطرق تفشي أم الخبائث هي: البيت الذي يري فيه الناشئون أهليهم المربين يعاقرون هذه الخبائث، ثم مؤسسات التعليم التي يؤثؤ فيها التليميذ والطالب الجامعي في رفقائه، ويسجرهم إلي إحدي هذه الخبائث أو كلها، ثم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تبث هذه السموم في الناشئة عن طريق الصور والإعلانات الترغيبية والأفلام وماإليها، وقد بين الباحث ـ بعد بيان مصادر الداء ـ أن الدواء الوحيد الذي يستطيع القضاء علي هذه الخبائث وإقصاءها عن طريق حياة الأمة، ووقاية شبابها منها إلي أبعد حد ممكن، إنما هو التربية الإسلامية الحقة، التي يراد لها بجد واهتمام أن تدخل أعماق نفوس الشباب، وتسيطر علي مشاعرهم وسلوكهم وقد أوضح الباحث وأثبت، أن كل الوسائل المختلفة التي لجأ إليها المعالجون في ظل حياة مادية تعيشها اليوم دول الغرب وعلماؤها، ويقلدهم المسؤلون المتعربون في البلاد العربية الإسلامية، قدخابت، وأدت إلي عكس النتائج المنشودة، فزادت في ا نتشارأم الخبائث زيادة متصاعدة مرعبة، لأن العلاج الصحيح الوحيد، لا يكون إلا بالتربية الإسلامية الجدية الحقة. وقد أوضح من مخاطر التدخين الفظيعة إلي جانب المسكرات والمخدرات، مايوجب علي كل مسؤل في البيت والمدرسة وأجهزة الإعلام، وجهاز الحكم التفكير العميق والتنبية إلي المسئولية الخطيرة في هذا الشأن. والمجمع الفقهي يشكر الباحث علي هذا البحث النفيس وماتضمنه من معلومات وآراء في غاية الأهمية، ويقرر طبع هذا البحث ونشره وترجمته وتعميمه علي أوسع نطاق، ويسترعي إليه انتباه المسؤلين من آباء وأمهات ومعلمين وأساتذة وأجهزة اعلام ويناشدهم أن يتقو الله في أجيال هذه الامة فلا يدفع بها إلي الهاوية التي تقود إليها هذه الخبائث. أن يعملوا جاهدين علي تحصين هذه الأجيال بالتربية الإسلامية الجدية الحقة، وينبههم إلي وجوب التحذير من جميع الخبائث والحيلولة دون تفشيها. والله هو الهادي إلي سواءالسبيل.

والمقدم من اللواء الركن محمود شيت خطاب.

 

المجمع الفقهي الإسلامي
قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة
الدورات :من الأولي إلي السابعة عشرة
القرارات :من الأولي إلي الثانية بعد المائة
(1398ـ 1424هـ /1977ـ2004م)

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى