العبادةالفتاوىالمجمع الفقهيفتاوى المجامع

تفسير خاطئ لسورة الإخلاص

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد.

أما بعد:

فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، قد اطلع في جلسته الثانية صباح يوم الاثنين 10/4/1403علي ما نشرته جريدة السياسة الكويتية في عددها ذي الرقم (4776) الصادر يوم الخميس 17ذي الحجة 1401هـ.15/10/1981م.
من كلام غريب مستنكر، تحت عنوان بارز خادع جاء فيه (معني التوحيد: تفسير منطوق لسورة الإخلاص وترجمته الإنجليزية) موقع باسم شخص سمي: محمد أحمد الشمالي، يجتزئ فيه علي التلاعب بمعاني القرآن العظيم، ويأتي فيه بلون عجيب من الخلط والوهم والجهل والتصورات الخيالية المفككة المتلبكة، لا تدل علي شيء سوء الاختلاط العقلي، ويعلن علي المسلمين أنه تفسير لسورة الإخلاص!

وقد استهل هذا المفسر الجديد تفسيره هذا لسورة الإخلاص بقوله،
قل: خبر مقدم بمعني فرد لا أحد له فيقال مثلا :رجلا قل!!

هو: ضمير مبتدأ مؤخر خبره (قل)، وهو أيضا في مقام مفعول به للجملة الفعلية التي تليه!

الله أحد: أي أن الله أحده، بمعني جعله واحدا، أو بمعني جعله حدا، أو بمعني جعله حادا!

وهكذا يسير هذا الرجل المختلط، في تفسير بقية آيات سورة الإخلاص إلي أن يقول: ولم يكن له كفوا أحد: ما كان لهذا  الشخص أكفاء في الماضي، ولكن هذا لا يمنع ظهور أكفاء له فيما بعد، وإلا لتعذ ر عليه ذاته الظهور ثانية علي وجه الأرض بعد المرة الأولي، وانقطعت رسله!

وهذا، يري المجمع الفقهي، أنه ليس مستغربا أن يوجد في المختلين عقليا من يتصور نفسه عالما محققا متعمقا، أو فيلسوفا مدققا، فهذا مرض من الأمراض، ولكن الغريب كل الغريب، أن تنشر صحيفة عربية مشهورة، في بلد عربي إسلامي، مثل هذا الهذيان الذي لايبلغه هذيان المحمومين، تحت نعوان بارز بأن هذا هو معني التوحيد المستفاد من سورة الإخلاص، تلك السورة القصيرة العظيمة التي عبرت عن حقيقة التوحيد، بكلمات قليلة محكمة، كانت وستبقي علي مدي الحياة أعظم من الجبال الشامخات بلاغة ورسوخا، وتحديا لعواصف الأفكار، والتيارات الزائفة، والشرك والإلحاد الذين هما ضلال وانحطاط في بعض العقول البشرية بعوامل مختلفة.

فإذا كان ذلك الهذيان تفسيرا منطوقا لسورة  الإخلاص العظيمة، فماذا ترك صاحبه للفرق الباطنية الهدامة، التي تتلاعب بآيات الله في كتابه العربي المبين، كما تشاء لها غاياتها الخبيثة ضلالا وتضليلا؟

فمثل هذا العمل، هو إجرام وعبث بآيات الله، وردة عن الإسلام.

فكيف يسوغ لصحيفة عربية صاحبها ينتسب للإسلام في بلد إسلامي أن تجعل من صفحاتها منبرا لأمثال ذلك؟ وكيف تنجوهي، والكاتب المستزئ بآيات القرآن العظيم من المسئولية التي تقتضيها نصوص الدساتير، وقوانين العقوبات، والمطبوعات في بلدها، وسائر البلاد العربية؟

لذلك ولخطورة هذا السلوك غير المسؤول، في الصحافة والنشر فيما يجترأ به علي العقائد والمقدسات الإسلامية؟

قرر مجلس المجمع الفقهي:
لفت أنظار المسؤولين، الذين تقع علي عاتق سلطاتهم حماية جميع المقدسات من العبث بها، وإحالة هذا القرارإلي الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، لتقوم بإرساله إلي المسؤولين في دولة الكويت وسواها، ليقوموا بواجبهم فيما يوجبه عليهم دينهم، وحقوق شعوبهم عليهم نحو كتاب ربهم، وسنة نبيهم صلي الله عليه وسلم، من صيانة حرماته، وحمايتها من أن تكون ألعوبة في يد من يشأء تضليل الأفكار، وتزييغ الناشئة بسوء استعمال حرية النشر.

والله ولي التوفيق، وصلى الله على خير خلقه، سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.

 

المجمع الفقهي الإسلامي
قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة
الدورات :من الأولي إلي السابعة عشرة
القرارات :من الأولي إلي الثانية بعد المائة
(1398ـ 1424هـ /1977ـ2004م)

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى