التكنولوجيا والإعلامالعبادةالفتاوىالمجمع الفقهيفتاوى المجامع

حكم برمجة القرآن الكريم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده، سيدنا ونيبنا محمد. أما بعد:

فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي المنعقد بدورته التاسعة في مكة المكرمة من يوم السبت 12/7/1406هـ إلي يوم السبت 19/7/1406هـ قد نظر في موضوع برمجة القرآن الكريم والمعلومات المتعلقة به وتخزينها في الجهاز الألي (الحاسبب الإلكتروني الذي يسمونه بالدماغ الالكتروني) وذلك لحفظ العلوم القرآنية التي قد دونها علماء الإسلام السابقون في كتب ألفوها خصيصا في هذا المجال، وإضافة كل مايمكن أن يضاف اإليها من معلومات تتعلق بالقرآن الكريم، مما قد يحتاج الباحثون في هذا العصر إلي معرفته في الجامعات وسائر المراكز العلمية في العالم.

 وكان هذا الموضوع قد طلب من مجلس المجمع الفقهي أن يبدي فيه رأيه من الناحية الشرعية وأجل النظر النهائي فيه حتي يستكمل المعلومات عن هذا الجهاز، وطريقة عمله وخصائصه، والأمكانات والنتائج التي يتيحها، واللغة التي تستخدم فيه، وما إلي ذلك مما يتوقف عليه البت في حكم هذه البرمجة العلمية أن يوافوه بإيضاح هذه النواحي، وجاءت تقاريرهم في هذا الشأن.

وقد قدم أيضا فضيلة الدكتور الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة عضو مجلس المجمع الفقهي الإسلامي تقريرا إضافيا وافيا في ضوء التقارير الواردة من الجهات التي طلب المجمع منها ذلك الإيضاح.

وقد تبين أن هذا الجهاز الذي هو من مبتكرات هذا  العصر يمكن أن يخزن فيه بطريقة فنية خاصة ـ تسمي البرمجة ـ كل ما يراد من معلومات ونصوص يحتاج إليها الباحثون، مهما عظمت كميتها، وتنوعت أنواعها ـ كما تمكن إضافة معلومات جديدة للتخزين فيه ، وتقوم الجهات بتصنيفها، ثم يستدعي منه ما يراد الرجوع إليه من تلك المعلومات بسرعة مزهلة آنية، فيعرضه الجهاز علي لوحة ضوئية ، (شاشة) فيه ن فيري فيه الطالب ما يشاء من المعلومات أو النصوص التي استدعاها.

 ونظرا لأن مثل هذه البرمجة في هذا الجهاز قد أصبحت ممكنة باللغة العربية، كما أنه قد سبق لبعض الأساتذة المختصين في علوم الحديث النبي والسنة المطهرة أن طبقوها علي بعض كتب السنة فأتت أحسن النتائج من حفظ المعلومات في هذا الجهاز وتسهيل الرجوع اليها عند الحاجة، ولذلك وبعد المناقشة المستفيضة بين أعضاء المجلس حول الفوائد المحققة في هذا المشروع والمحاذير المحتملة فيه، تقرر بالأجماع في شأن البرمجة للقرآن وبالأكثرية في شأن برمجة النص القرآني نفسه جواز القيام بهذه البرمجة للقرآن الكريم وعلومه في الحاسب الالكتروني ـ بل استحسان ذلك بالنظر الشرعي لما فيه من خدمة جلي لعلوم القرآن، وتسهيل عظيم علي الدارسين اوالباحثين وذلك بالشروط التالية:

أولا: الرجوع في الناحية الفنية إلي المختصين ليكون استعمال الجهاز بطريقة دقيقة وسليمة يؤمن معها من كل خلل يؤدي إلي تغيرات بسبب سوء الاستعمال.

ثانيا: أن تكون البرمجة باللغة العربية وأن تضبط بالشكل الكامل نصوص القرآن والحديث والكلمات المحتاج إليها من غيرها وأن يكون النص القرآني بالرسم العثماني.

ثالثا: أن يشترك الفنيون المتخصصون مع علماء المسلمين المتخصصين في القرآن وعلومه فيقوموا معا بمهمة البرمجة، أي في إدخال المعلومات في الحاسب الالكتروني وتخزينها فيه.

رابعا: أن يتولي بعد ذلك علماء ثقات مسئولون عن الناحية العلمية مراجة النتائج للوثوق من دقتها وسلامتها.

 والله سبحانه وتعالي أعلي وهو الهادي إلي سواء السبيل وولي التوفيق وصلي الله  علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العاملين.

المجمع الفقهي الإسلامي
قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة
الدورات :من الأولي إلي السابعة عشرة
القرارات :من الأولي إلي الثانية بعد المائة
(1398ـ 1424هـ /1977ـ2004م)

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى