ناقش المجلس- بجلسته السابقة- مذكرة لجنة البحوث الفقهية بشأن: توصية اللجنة حول موضوع: “زمن رمي الجمرات للعقبة الكبرى وأيام التشريق لحجاج بيت الله الحرام”.
وقرر:
تفويض فضيلة الإمام الأكبر، ومعه كل من: فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، وفضيلة الأستاذ محمد الراوي، وفضيلة الدكتور نصر فريد واصل؛ لصياغة بيان عن رمي الجمرات؛ وذلك لإرساله إلى وزير الحج وفضيلة المفتي العام للمملكة العربية السعودية متضمنًا مقترحات المجمع بشأنها، وهذا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بشأن
زمن رمي الجمرات للعقبة الكبرى وأيام التشريق لحجاج بيت الله الحرام
معالي الأستاذ الفاضل وزير الحج بالمملكة العربية السعودية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن مجمع البحوث الإسلامية- بالأزهر الشريف- يعترف ويعترف معه كل عاقل أن المملكة العربية السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا قد قدمت دائمًا لحجاج بيت الله الحرام الكثير من الخدمات التي تجعلهم يؤدون مناسك الحج بيسر وارتياح وأمان.
كما يعترف الجميع بالتوسعات الكبيرة والعظيمة للحرمين الشريفين التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله بالتوفيق والسداد.
ونظرًا لما حدث في العام 1424هـ من وفاة عدد كبير من الحجاج خلال رمي جمرة العقبة الأولى نتيجة للزحام الشديد من الرجال والنساء؛ فإننا من منطلق التعاون الصادق والإخاء الخالص بين علماء المسلمين في أمور دينهم ودنياهم، يتقدم مجمع البحوث الإسلامية- بالأزهر الشريف- بالمقترحات التالية حتى لا يتكرر- بإذن الله- أمثال هذا الحادث الذي ألمَّ بضيوف الرحمن في ساحة الرمي بموسم الحج هذا العام:
أولاً: التوسع في إباحة زمن رمي الجمرات في جميع الأيام الخاصة بذلك- في جميع ساعات الليل والنهار-؛ نظرًا للزحام الشديد الذي يحدث كل عام خلال أداء الحجاج لهذه الشعيرة ويترتب عليها- في الغالب- عنت شديد يُلم بهم وضرر عظيم للضعفاء منهم قد يترتب عليه عادة موت البعض منهم وعدم التمكن من إنقاذهم أحياء لشدة هذا الزحام.
ولا يخفى على سماحتكم أن بعض الفقهاء قد أجازوا الرمي عند الضرورة دون تقيد بزوال الشمس، ومن أمثلة ذلك: ما جاء في كتاب شرح فتح القدير ج2 ص185 أن الإمام أبا حنيفة – رحمه الله- قال: أحب إليَّ أن لا يرمي الحاج في اليوم الثاني والثالث حتى تزول الشمس؛ فإن رمى قبل ذلك أجزأه.
ثانيًا: إرشاد المسئولين- من أي دولة- بأنه من الخير للنساء أن يوكلن غيرهن من الرجال برمي الجمرات عنهن حتى لا يتعرضن للضرر ولهذا الزحام الشديد، وسنفعل ذلك- بإذن الله- بالنسبة للحجاج المصريين من الرجال والنساء.
فإن لم يمكن ذلك فلعل من الخير أن تحدد ساعات معينة للنساء يقمن خلالها وحدهن برمي الجمرات فيها.
ثالثًا: هناك تيسيرات أخرى تتعلق برمي الجمرات، وهذه التيسيرات تتعلق بجوانب هندسية وتنظيمية سماحتكم أدرى بها ولا نحب نحن أن نتحدث عنها فأهل مكة أدرى بشعابها.
وفقنا الله جميعًا لما يحبه ويرضاه.
والله ولي التوفيق
شيخ الأزهر
رئيس مجمع البحوث الإسلامية
أ د. محمد سيد طنطاوي
فتاوى مجمع البحوث الإسلامية
القرار رقم 158