السياسةالعبادةالفتاوىالمرأةفتاوى المجامعمجمع البحوث الإسلامية

بيان مجمع البحوث الإسلامية حول حظر الحجاب بفرنسا

فيما يلي نص بيان مجمع البحوث الإسلامية حول حظر الحجاب بمدارس فرنسا الحكومية الصادر بتاريخ 08/01/2003 استكمالا لرؤية شيخ الأزهر وتعقيبا على ما دار في وسائل الإعلام حول لقاء شيخ الأزهر ووزير خارجية فرنسا:

ناقش المجمع ما دار في الصحف وبعض الشبكات الفضائية حول لقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ووزير داخلية فرنسا وما صدر خلال هذا اللقاء من تصريحات وبيانات تتعلق بموضوع الحجاب وما يتوقع من فرنسا من صدور تشريع خاص يحظر ارتداء الحجاب في بعض مراحل التعليم قبل الجامعي. وإنه بعد أن استمع المجلس إلى فضيلة الإمام الأكبر رئيس المجمع وإلى أعضاء المجمع، قرر ما يلي:

أولا:
أن ما صدر من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر من قوله: إن الحجاب فريضة إسلامية على المسلمة البالغة الالتزام بها، وإنه ليس مجرد رمز أو علامة هو قول مطابق للشرع الإسلامي، ويوافق عليه جميع الأعضاء.    

ثانيا:
أن الجدل الطويل الذي دار حول هذه القضية لا يتناسب مطلقا مع الأولويات التي تفرض نفسها على الأمة الإسلامية وهي تواجه ما تواجه من مشكلات حياتها ورد الحملة الظالمة على دينها وثقافتها.  

ثالثا:
يستنكر المجمع ما وقع من البعض من تجاوز لأدب الحوار، ومن الانتقال من إبداء الرأي إلى الإساءة والتجريح، وهو أمر لا يقبل مطلقا خاصة إذا وقع في حق الأزهر وشيخه الإمام الأكبر.  

رابعا:
في خصوص التشريع المزمع إصداره في فرنسا يسجل مجلس المجمع ما يلي:    

1- أن فرنسا دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة، وتصدر تشريعاتها في هذا الإطار، وهذا شأنها على أن يتم هذا بطبيعة الحال في إطار الحقوق والحريات المعمول بها في الدستور الفرنسي وفي العهود والمعاهدات الدولية.  

2- أننا حرصنا على حث أبنائنا وبناتنا المقيمين في دول غير إسلامية على الالتزام بأنظمة تلك الدول مع الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية، وأن ما يتمم هذا ويعينهم عليه هو أن تعاملهم الدول التي يقيمون فيها على أساس المساواة التامة بينهم وبين سائر مواطنيها.  

3- أن ما ندعوهم إليه من الالتزام بأنظمة تلك الدول لا يحرمهم حقهم المقرر في تلك الأنظمة من الاعتراض أو التحفظ على أي إجراء يرونه ماسا بتلك الحقوق والحريات شريطة أن يتم ذلك من خلال القنوات الشرعية القضائية المقررة في تلك البلاد، فإذا استفرغن الجهد في هذا السبيل، والتزمن بتلك التشريعات كن في حكم المضطرات إعمالا لقول الله تعالي “فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم” (سورة البقرة: 173)

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى