الفتاوىفتاوى كورونا

بيان وفتوى اللجنة الوزارية للفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

يقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:” لا ضرر ولا ضرار”.

بناء على التطورات الحرجة المتعلقة بسرعة انتشار فيروس كورونا، ونظرا للآثار الوخيمة التي ألحقها بكثير من الدول، ونظرا لتزايد الإصابات والوفيات، لم تسلم منها دول عظمى ذات منظومات صحية متطورة، بحيث صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه وباء ثم جائحة.

فقد اجتمعت اللجنة الوزارية للفتوى، لدراسة ما يترتب شرعا على هذه النازلة التي تهدد حياة الجزائريين والبشرية كلها، وقد خلصت اللجنة إلى ما يلي:

  1. يجب الاحتياط والأخذ بكل أسباب الوقاية، حسما لزيادة انتشار الفيروس، أخذ بقول البني صلى الله عليه وسلم: “فر من المجذوم فرارك من الأسد”، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا:” لا يوردن ممرض على مصح”، وحفظا للنفس التي هي من الكليات الضرورية الخمس.
  2. يلزم شرعا الأخذ بالإجراءات الاحترازية المتخذة والمتعلقة بارتياد الأماكن العامة ومواضع الازدحام، كالملاعب والماسحات التجارية وسائر الفضاءات العمومية، ولا يجوز الاستهانة بهذه التدابير.
  3. ينبغي تجنب التنقلات والأسفار غير الضرورية، تفاديا للمخاطرة بالنفس أو بالغير، لقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
  4. يتعين على من شك في إصابته بهذا المرض أو ظهرت عليه أعراضه أن يتجنب الاختلاط بالآخرين، وأن يتصل فورا بالمصالح الصحية.
  5. يحرم على من ظهرت عليه أعراض هذا المرض أو مثلها كالإنفلونزا ونزلات البرد ارتياد الأماكن العامة وخاصة المساجد، منعا للإضرار بالغير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار“.

وحيث إن المساجد ليست بمنأى عن الأخطار المحدقة لهذا الفيروس، وحرصا على أن لا تكون وسطا لانتقال المرض وانتشاره، فإنه يجب اتخاذ الإجراءات التالية:

  1. يتعين على الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى الامتناع عن الحضور إلى المساجد للجمعة والجماعات.
  2. لا حرج شرعا على الأصحاء في مثل هذه الظروف أن يصلوا في بيوتهم مع أفراد الأسرة إلى أن يرفع الله هذا البلاء.

  3. يشرع لمن خاف على نفسه أو على غيره، ولو لم يكن مريضا أن يصلي في بيته، دون أن يفوته أجرة الجماعة والجمعة إن شاء الله.

  4. يحرم على من شك في إصابته بهذا المرض، أو ظهرت عليه أعراضه، أو مثلها، كالأنفلونزا، ونزلات البرد الحضور إلى المساجد والاختلاط بالناس.

  5. تغلق مصليات النساء والمكتبات المسجدية.

  6. يتعين على الأئمة تخفيف الصلوات وعدم التطويل فيها، والقيام لها بعد الأذان مباشرة، وغلق المساجد بعد الفراغ منها.

  7. توقف جميع النشاطات المسجدية كدرس الجمعة والدروس الأسبوعية والحلقات التعليمية ونحوها.

  8. يجب على الأئمة تخفيف الجمعة، بحيث لا تتجاوز الخطبة والصلاة مجتمعتين 10 دقائق، حتى لا يخاطروا بأرواح المصلين وصحتهم.

  9. يتجنب استعمال أواني الشرب المشتركة، ويمنع إحضار الأطعمة كصدقة إلى المساجد، سواء ي يوم الجمعة أو غيره من الأيام.

  10. يلزم شرعا تكثيف إجراءات التطهير والنظافة والتهوية في المساجد.

  11. يدعى المواطنون وخاصة المحسنين إلى التبرع بوسائل النظافة والتعقيم الصحي للمساجد وغيرها، باعتبار ذلك من أفضل الصدقات.

  12. ينبغي تجنب الصلاة في الفضاءات العامة، كمحطات المسافرين والمساحات التجارية وغيرها.

يبقى اجتماع اللجنة الوزارية للفتوى مفتوحا، للمتابعة وإصدار الفتاوى التي تتناسب مع تطور الوضع.

هذا، وإن اللجنة تذكر المواطنين والمواطنات بأننا في حالة استثنائية صعبة تقتضي من الجميع التجند التام المرابطة على ثغر الأمن الصحي في بلادنا، والاندماج في المنظومة الوطنية والعالمية لمواجهة هذا الداء والبلاء.

كما تذكر بقوله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، كي نخبت بين يدي الله عز وجل، ونحسن التوكل عليه، نظهر الافتقار إليه، ونلجأ إليه بالدعاء والاستغفار والإنابة، ونتنافس في إسداء المعروف، وفعل الخيرات والمبرات، والتحلي بكل ما يستجلب استجابة الدعاء.

وندعو الله العلي القدير، الرحمن الرحيم، بما دعا به حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الموقف:” اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيئ الأسقام”، وأن يحفظ البلاد والعباد، إنه سميع الدعاء.

هذا وقد عرض هذا البيان للمصادقة على المجلس الإسلامي الأعلى، وعلى مجموعة من العلماء والمشايخ.

 

فتوى اللجنة الوزارية للفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

مواصلة للاجتماع المفتوح للجنة الوزارية للفتوى، وتبعا للبيان الصادر عنها بتاريخ 20 رجب 1441هـ-15 مارس 2020م، الذي تضمن جملة من الأحكام والقرارات الشرعية المتعلقة بما يجب الأخذ به من الاحترازات الوقائية وخصوصا في المساجد..

ونظرا للتطورات المقلقة والسرعة التي ينتشر بها فيروس كورونا..

وتفاديا لوصول بلدنا إلى ماوصلت إليه بلاد أخرى من استفحال هذا الداء وانتشاره السريع الذي عزل دولا بأكملها، وراح يحصد المئات من الأرواح..

ومرافقة للإجراءات الحازمة التي اتخذتها أجهزة الدولة وقطاعاتها.

وبالتنسيق مع الأطباء وأهل الاختصاص..

وحرصا على حماية أرواح المواطنين والمواطنات، فإن لجنة الفتوى:

تقرر أنه صار من اللازم شرعا اللجوء إلى تعليق صلاة الجمعة والجماعات وغلق المساجد ودور العبادة في كل ربوع الوطن، مع المحافظة على رفع شعيرة الأذان، إلى أن يرفع الله عنا هذا البلاء والوباء بفضله وكرمه، والتزام الجميع بالتدابير والإجراءات اللازمة.

وذلك عملا بنصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، والقواعد الشرعية، ومقاصد الشريعة الإسلامية، التي تأمر بالمحافظة على الحياة الإنسانية، وقد بين علماء الشريعة الإسلامية أن الجماعة مقصد تكميلي، وأن الحفاظ على النفس مقصد ضروري.

هذا، ولابد من الحرص الشديد على التزام الإجراءات الوقائية، واللجوء إلى الله بالدعاء والضراعة والاستغفار وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفعل الخيرات والمبرات.

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى