الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد المبعوث رحمةً للعالمين ؛ وبعد:
نظراً للمستجدات والتّطورات التّي تمر بها البلاد بخصوص ما يسمّى بعدوى فيروس الكورونا.
ونظراً لأنّ الشريعة الإسلامية تحرص حرصاً شديداً على حفظ النّفس الإنسانية وبناءً على قاعدة إزالة الضّرر التّي تعتبر من مبادئ ومقاصد الشّريعة الإسلامية السّامية التي يقوم على أساسها الفقه الإسلامي؛ وبناءً عليه:
اتفق فقهاؤنا قديماً وحديثاً على جواز التّغيب عن صلاة الجمعة والجماعة إذا خاف الشّخص على نفسه المرض، فكم بالحري إذا تفشت العدوى كما يؤكّده أهل الخبرة الثّقات.
قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ رحمه الله تعالى: “لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ لِلْمَرِيضِ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْ الْجَمَاعَاتِ مِنْ أَجْلِ الْمَرَضِ.” انظر: المغني 1/451
والشريعة الإسلامية تعالج الأمور علاجاً وقائياً أي قبل وقوع المرض وتفشيه، ولذا قال الفقهاء إذا خاف المرض ولم يشترطوا تحقق المرض.
قال ابن قدامة الحنبليّ رحمه الله تعالى: “وَيُعْذَرُ فِي تَرْكِهِمَا – أي الجمعة والجماعة – الْخَائِفُ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – «الْعُذْرُ خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ» وَالْخَوْفُ، ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ؛ خَوْفٌ عَلَى النَّفْسِ، وَخَوْفٌ عَلَى الْمَالِ، وَخَوْفٌ عَلَى الْأَهْلِ ” انظر : (المغني، 1/ 451)
ولا شك أنّ العدوى سبب من أسباب الإيذاء للنفس .
وهذه تعتبر رخصة شرعية عامة لجميع النّاس المريض وغير المريض على حدٍ سواء ؛ ويتأكد الأمر بحق كبار السّن والمريض مرضاً مُزمِناً ولهم الأجر كاملاً.
روى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا. “
– ملاحظة: يحرم على كلّ مصاب بمرض معدٍ الذّهاب للمسجد ويلزمه أن يصلّي في البيت ويجب شرعاً الالتزام بقرارات وزارة الصحة.
– هذه الفتوى تشمل سائر التّجمعات من باب أولى كبيوت العزاء والمقاهي لذا نرجو من الأهالي الاختصار في بيوت العزاء والأفراح وتفهم من يتغيب عن واجب العزاء والفرح ويعذره ويتفهم موقفه ونؤكد على ضرورة تجنب المصافحة والتقبيل ونحو ذلك والمحافظة على التعقيم.
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء عنهم : د. مشهور فواز رئيس المجلس[1] .
[1] – السبت 19 رجب 1441 ه الموافق 14 آذار 2020 م