- السؤال:
إذا حدث أن قرّرت الحكومة في بلد ما إحراق جثث موتى كورونا، فهل يُصلّى على رفاتهم، أم تصلّى عليهم صلاة الغائب؟ وماذا يفعل المسلمون أمام هذا القرار؟
- الجواب:
ينبغي أن نقرّر أولًا بأنّ الإسلام قد كرّم الإنسان ورفع من مكانته. قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، وقد أمر بدفن الميت بعد موته في الأرض؛ وذكر لنا القرآن الكريم في قصة ابنَي آدم في أول تاريخ البشرية تشريع الدفن للميت. قال تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة: 31]، كما جاءت النصوص بالحثّ على حسن التعامل مع جثة الميت بوجوب تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، مع الرفق في كلّ ذلك. قال عليه الصلاة والسلام: (كسر عظم الميت ككسره حيا) رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح، هذا وإنّ الذي نعلمه من حال الدول في أوروبا أنّها تراعي الخصوصيّات الدينيّة لكلّ ميت، وما دام من خصوصيّات الميت المسلم الدفن، فإنّ على المسلمين أن يطالبوا السلطات المعنية في كلّ بلد بتوفير مقابر أو أجنحة خاصة بالمسلمين في المقابر العامة لدفن موتاهم؛ خصوصًا أنّه بحكم تعذّر نقل جثامين الموتى المسلمين إلى البلاد التي قدموا منها اليوم، فإنّه لا يمكن دفنهم إلّا في البلاد التي ماتوا فيها لكن وفقًا لشعائر دينهم.
ولو حصل أن قرّرت السلطات في بلد ما إجبار الجميع على حرق جثث الموتى بما في ذلك المسلمين منهم، خلافًا لما يجب أن يكون عليه الأمر، فإنّه يجب أداء الصلاة على جثمان الميت المسلم قبل حرقه، أو الصلاة على رفاته، فإذا تعذّر ذلك تُصلّى عليه صلاة الغائب، فالصلاة على الميت هي دعاء له بالرحمة والمغفرة وكلّ ميت مسلم هو في حاجة إلى ذلك.
ويوصي المجلس كلّ مسلم بكتابة وصيّة قانونيّة مسجّلة يطلب فيها التعامل مع جثّته بعد موته وفقًا للتعاليم الإسلامية درءًا لأيّ تعامل آخر مخالف.
- المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث المنعقدة بتقنية التواصل الشبكي