الفتاوىفتاوى كورونا

دفن الميت في غرف مبنية فوق الأرض

  • السؤال:

هل يجوز للمسلم أن يدفن في غرف خرسانيّة متعدّدة الطوابق فوق الأرض، وما الكيفيّة الصحيحة للدفن الشرعي؟ 

  • الجواب:

الأصل في دفن الموتى والسُّنة التي جرى عليها عمل المسلمين في الدنيا منذ فجر الإسلام إلى اليوم، هي دفن موتاهم تحت الأرض في مقابر خاصّة بالمسلمين، والأصل أن تكون الحفرة من العُمق بما يكفي سترًا للميت وكتمًا للرائحة، ومنعًا من نبش القبر أو تَعَرُّضه لسيلٍ يجرفه، أو سَبُعٍ ضارٍ يأكله، ونحو ذلك.

قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه/55  قال محمد الطاهر بن عاشور:” وَدَلَّ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَفِيها نُعِيدُكُمْ) عَلَى أَنَّ دَفْنَ الْأَمْوَاتِ فِي الْأَرْضِ هُوَ الطَّرِيقَةُ الشَّرْعِيَّةُ لِمُوَارَاةِ الْمَوْتَى، سَوَاءٌ كَانَ شَقًّا فِي الْأَرْضِ، أَوْ لَحْدًا ؛ لِأَنَّ كِلَيْهِمَا إِعَادَةٌ فِي الْأَرْض.

وقال الرملي: ” وَعُلِمَ مِنْ قَوْلِهِ (حُفْرَةٌ) عَدَمُ الِاكْتِفَاءِ بِوَضْعِهِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَالْبِنَاءُ عَلَيْهِ بِمَا يَمْنَعُ ذَيْنَكَ [ يعني: الرائحة والسباع] نهاية المحتاج” (8/251). وقال ابن عابدين: “لَا يُجْزِئُ دَفْنُهُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بِبِنَاءٍ عَلَيْهِالحاشية.” (2/233)..
وفي حالة الضرورة والظروف الاستثنائية ككثرة الموتى مع ضيق المقابر المتاحة، وتعذّر إيجاد البدائل فإنّه يمكن جمعُ أكثرَ مِن ميّت في قبر واحد، كلّ ذلك بشرط التعامل بإكرامٍ واحترامٍ مع أجساد الموتى.  

 

 

  • المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث المنعقدة بتقنية التواصل الشبكي

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى