فقهيةقضايا معاصرة

الاعتراف بإسرائيل شرط للمفاوضات

  • د. مسعود صبري

أفتى عدد من علماء الأزهر وأساتذة الشريعة بمصر بحرمة اعتراف السلطة الفلسطينية بـ “إسرائيل” كدولة يهودية مقابل أن يبدأ الكيان الصهيوني مع السلطة الفلسطينية المفاوضات حول عدد من القضايا من أهمها: الدولة الفلسطينية.

وقد أفتى بذلك الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون بالأزهر سابقا، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي، والدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، والدكتور محمد أبو غدير رئيس قسم الدراسات “الإسرائيلية” الأسبق بجامعة الأزهر، والشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر الأسبق.

وبنى العلماء حرمة قبول شرط الإسرائيليين من الاعتراف بكون إسرائيل دولة يهودية على عدد من الأدلة الشرعية، أهمها:

  • أنه لا يجوز للمسلمين التنازل عن حقوقهم في الأرض المغتصبة، لأن فلسطين أرض إسلامية، وواجب على المسلمين تحريرها بالجهاد بكافة وسائله، ولا يجوز الاعتراف بما سلبه العدو من أرضنا.

  • أنه بناء على فقه الموازنات التي قد يدعي البعض أنه يمكن الاتكال عليه للاعتراف بإسرائيل، فإنه بناء على فقه الموازنات، فإن الاعتراف بإسرائيل يؤدي إلى مفسدة أعظم، مما قد يؤدي إلى تهويد مناطق أخرى غير التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني، وبدلا من أن نخدم القضية نهيل عليها وابلا من الخسارة أكثر.

  • كما أن الاعتراف ينافي الأحكام التي شرعها الله تعالى في حال احتلال أرض المسلمين، فالاعتراف يعني محو الجهاد المأمور به شرعا، وهذا لا يجوز.

  • أنه بالنظر إلى سياسة الكيان الصهيوني على مدى تاريخ الاحتلال، نجد أنه لا يقدم إلا على ما فيه مصلحة له، فالأفكار المطروحة تعني مزيدا من التنازلات للكيان الصهيوني الغاشم، ويعد نصرا لهم على أمة الإسلام.

  • أن الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني فيه ضياع لقضية القدس، ومن المعلوم أن إسرائيل لن تتنازل عن القدس، وهي ملك للمسلمين جميعا وليس الفلسطينيين وحدهم.

  • وحذر العلماء من أن هذه الفكرة لا ينبغي على المسلمين طرحها من الأساس على مائدة المناقشة لأنها تعتبر خيانة للدين والوطن، مؤكدين أنها لا تعني سوى الاستسلام وإعلان الهزيمة وإسقاط الحق في المطالبة بالحقوق الدينية والمدنية في فلسطين المحتلة.

  • بالإضافة إلى  أن لها الاعتراف له أبعاد خطيرة، فالاعتراف العربي بيهودية “إسرائيل”  يعني إسقاط حق العودة، كما يعني فتح الباب أمام ترحيل مليون ومائتي ألف عربي مسلم من “إسرائيل”.

  • إن الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية يقتل فريضة الجهاد الذي أمر الله تعالى به،(وقاتلوا في سبيل الله  الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين)، وقوله: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)، كما أنه يقضي على سنوات من الجهاد قامت بها الأمة ضد الاحتلال الصهيوني.

  • كما أنه سيفتح بابا من الشر على الأمة، ويشجع أعداءها على احتلال أرض غيرها، مما يسمح لأبناء الأمة المغرر بهم، أو من لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية أن يخون أوطانهم ودينهم.

  • كما أن في الاعتراف بإسرائيل تدعيم لوجودها بالمنطقة العربية كليها، وفتح لها أن تحتل أراضي أخرى، وخاصة الأراضي التي عليها النزاع، مما يعيد حلم النيل للفرات.

إن من آلية الاجتهاد في المسألة الفلسطينية أن ندرك أبعادها الداخلية والخارجية، وما يترتب على الاعتراف، فالنظرة الجزئية للمسألة الفلسطينية أنها محدودة بحدود فلسطين يعني عدم إدراك الواقع السياسي للمنطقة العربية، وإن الصمود الفلسطيني يحول دون أطماع أخرى في المنطقة، مما يؤكد وجوب مقاومة الاحتلال الصهيوني عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، كما أنه يحتم على الأمة أن تقوم بدورها الجهادي فيما يخص المسألة الفلسطينية، ولأنها مسألة معقدة متشابكة فهذا يعني أن أي جهد مبذول في القضية هو نوع من الجهاد الواجب.

 

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى