فقهيةقضايا معاصرة

هل يجوز قطع رؤوس الشواذ جنسيا؟

  • هل يجوز قطع رؤوس الشواذ جنسيا؟           د. مسعود صبري

ربما كان من الجميل أن نستمع إلى رئيس دولة يدعو إلى تجريم الانحلال الأخلاقي إلى حد قطع الرؤوس، ومع غرابة خروج هذه الدعوة التي أطلقها رئيس جامبيا “يحيى جامع” بقطع رءوس الشواذ جنسيا، وأن عليهم مغادرة البلاد المؤمنة، وأنه لن يسمح في بلاده بمثل هذا الانحلال الأخلاقي.

غير أن هذه الدعوة قد لاقت اختلافا فقهيا بين الفقهاء، فهناك من أيد الدعوة وأجازها، مثل: الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، و الدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان وغيرهما.

 

و استند من رأى جواز قطع رؤوس الشواذ جنسيا إلى عدد من الأدلة والبراهين، أهمها: 

  • أولا:

أن الشذوذ الجنسي أشد خطرا من جريمة الزنا؛ لأن الشذوذ محرم عقلاً وطبعاً وشرعا‏ً،‏ وحرمته لا تزول أبداً‏، وكل من يبيحه يعتبر مرتداً عن الإسلام‏،‏ واقعاً في حد من حدود الله‏.

  • ثانيا:

أن حد الشذوذ الجنسي في الشريعة الإسلامية هو القتل، لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قتل الفاعل والمفعول به. بل يرى بعض الفقهاء أنهم يرمون من فوق جبل؛ لأن فعلهم أشنع وأشد من الفاحشة.

  • ثالثا:

بل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما شاعت الفاحشة في قوم إلا ابتلاهم الله بالطاعون والأوجاع التي لم ترد في أسلافهم”، وعليه فالشواذ يجب فيهم القتل.

بينما يرى عدد من الفقهاء أن عقوبة الشواذ جنسيا ليست حدا، وإنما هي عقوبة تعزيزية، وإليه ذهب عدد من الفقهاء مثل: الدكتور محمد علي الزغول عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة مؤتة بالأردن و الدكتور مبارك المطوع المحكم أمام المحاكم الكويتية وأمين عام اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان و الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر وغيرهم.

واستند هؤلاء أيضا إلى عدد من الأدلة، أهمها:

  • أولا:

أن الله توعد من يأتون مثل هذا الفعل بالعذاب الشديد، وبين أنه سبب في هلاك الأمم، لكن لم يرد فيه نص صريح على أنه حد من حدود الله.

  • ثانيا:

أن محاربة الشذوذ وإن كانت مقصودة فإن وسيلة منعها ليست مقصودة لذاتهأ، فيمكن أن تعالج من الناحية الأخلاقية والإعلامية وتكثيف الوعي الديني ضدها في المجتمع.

  • ثالثا:

أن الشرع أباح للحاكم أن يقدر عقوبة تعزيزية فيما لا نص فيه، بشرط ألا تصل إلى درجة عقوبة الحد، وبعضهم قال: إن الحاكم قد يرى ذلك مناسبا ويوقع عقوبة تصل لدرجة الحد، على أن تكون العقوبة التعزيرية مراعية للظروف وثقافة الناس في مثل هذه القضايا، وأن الأولى ألا تصل لدرجة الحد الشرعي الذي وردت فيه النصوص الشرعية الثابتة.

  • رابعا:

أن الأولى مراعاة سنة التدرج في العقوبة، حتى لو أخذنا برأي من يرى أن العقوبة التعزيرية قد تصل للحد، فإن الأولى ألا نأخذ أقصاها، بل نتدرج فيها خاصة مع ما يحيط بالناس من تغيرات في الواقع المعاصر.

  • خامسا:

أن الأولى في مثل هذه الحالات هو لجوء الرئيس إلى سن تشريع قانوني يكون ملزما ومجمعا عليه من قبل الأعضاء البرلمانيين الممثلين للشعب، وأنه يجب قراءة الواقع والتمييز بين تفشي الظاهرة ، وساعتها يمكن تغليظ العقوبة وبين انتشارها دون أن تكون ظاهرة، فيؤخذ بأخف العقوبات.

 

للمزيد عن هل يجوز قطع رؤوس الشواذ جنسيا؟ اقرأ أيضا

امرأة تعشق امرأة

 

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى