الفتاوىعقيدةهيئات ودور الفتوىهيئة الفتوى بالكويت

تعلم السحر

  • هيئة الفتوى بالكويت

السؤال:

باعتبارنا مسلمين، هل نعتقد في السحر، وإذا كانت الإجابة بنعم فما هو موقف الشريعة منه؟

 

الجواب:

رأت اللجنة أن ما جاء عنها في فتح الباري للحافظ ابن حجر يكفي للجواب وحاصله ما يلي: اختلف في السحر، فقيل: هو تخيل فقط ولا حقيقة له، وهذا اختيار أبي جعفر الاستراباذي من الشافعية وأبي بكر الرازي من الحنفية وابن حزم الظاهري، وطائفة.

قال النووي: والصحيح أن له حقيقة وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة. انتهى.

لكن محل النزاع هل يقع بالسحر انقلاب عين أو لا؟ فمن قال: إنه تخييل فقط منع ذلك، ومن قال: إن له حقيقة اختلفوا هل له تأثير فقط بحيث يغير المزاج فيكون نوعًا من الأمراض؟ أو ينتهي إلى الإحالة بحيث يصيّر الجماد حيوانًا مثلًا وعكسه؟ فالذي عليه الجمهور هو الأول، وذهبت طائفة قليلة إلى الثاني.

قال المازري: جمهور العلماء على إثبات السحر وأن له حقيقة، ونفى بعضهم حقيقته، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة، وهو مردود لورود النقل بإثبات السحر، ولأن العقل لا ينكر أن الله قد يخرق العادة عند نطق الساحر بكلام ملفق أو تركيب أجسام أو مزج بين قوى على ترتيب مخصوص، ونظير ذلك ما يقع من حذاق الأطباء من مزج بعض العقاقير ببعض حتى ينقلب الضار منها بمفرده فيصير التركيب نافعًا.

قال النووي: عمل السحر حرام وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات.

ومنه ما يكون كفرًا، ومنه ما لا يكون كفرًا بل معصية كبيرة، فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر فهو كفر وإلا فلا.

وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لأحد أمرين: إما لتمييز ما فيه كفر من غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه، فأما الأول فلا محذور فيه إلا من جهة الاعتقاد، فإذا سلم الاعتقاد فمعرفة الشيء بمجرده لا يستلزم منعًا، كما يعرف كيفية عبادة أهل الأوثان، لأن كيفية ما يعمله الساحر إنما هي حكاية قول أو فعل.

بخلاف تعاطيه والعمل به، أما الثاني فإن كان لا يتم كما زعم بعضهم إلا بنوع من أنواع الكفر والفسق فلا يحل أصلًا، وإلا جاز للمعنى المذكور.

والله أعلم.
 

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى