- السؤال:
أذاع صاحب محطة إذاعة راديو الأمير فاروق، ومركزها بميدان فاروق بمصر ظهر يوم الجمعة 16/ 6/ 1933 المسابقة الآتية: آية من سورة طه تكتب بخط جميل، وتوضع في إطارات، وتعلق في المتاجر والمنازل، وهي مكونة من أربع كلمات عبارة عن 12 حرفا الكلمة الأولى حرفان، والثانية أربعة، والثالثة حرفان، والرابعة أربعة، وإذا أخذنا الحروف 9 و3 و6 و2 كانت بمعنى صديق، وإذا أخذنا الحروف 8 و10 و1 و12 كانت فعلا مضارعا بمعنى يعلم، وإذا أخذنا الحروف 4 و11 و5 كانت بمعنى ما يتطاير من النار، والحرف السابع مجهول.
شروط المسابقة أن يكتب الحل على ورق خطابات عادة، ويوضع الاسم والعنوان في أعلى الخطاب، ثم يرفق طابعا بريد كل واحد منهما بخمسة مليمات.
هذه هي المسابقة وحلها: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي[٢٥]﴾ [طه: 25].
فهل يصح أن تكون الآيات القرآنية محورا لمثل هذه الأغراض التي يرتكز أكثرها على التجارة والربح؟ وهل يصح أن تكون الآيات معرضة للتحوير والتغيير والتقديم والتأخير؟ فضلا عن أن نص الآية هو: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي[٢٥]﴾ [طه: 25]، ولكن المسابقة تزعم أن الآية نصها: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي[٢٥]﴾، خصوصا وأن أصحاب ومديري المحطة ليس الإسلام دينهم؟ أرجو سرعة الجواب حتى إذا كانت الفتوى تفيد عدم جواز إعلان مثل هذه المسابقات بادرت لإخطار إدارة الأمن العام بالطرق القانونية لاتخاذ ما يجب.
- الجواب
قد اطلعنا على هذا السؤال، ونفيد بأنه لا يجوز مثل هذا العمل؛ لما فيه من اتخاذ القرآن الكريم وسيلة للهو واللعب، ولما فيه أيضًا من الإخلال بما يجب له من كمال التعظيم ونهاية الإجلال، فضلا عما فيه مما جاء في السؤال؛ ولأن فتح هذا الباب لمثل هؤلاء الناس يؤدي إلى مفاسد كبيرة يجب لمنع حصولها درء كل ما يفضي إليها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المبادئ:-
1- لا يجوز اتخاذ القرآن الكريم وسيلة للهو واللعب لما فيه من الإخلال بما يجب له من كمال التعظيم ونهاية الإجلال.
بتاريخ: 18/6/1933
- دار الإفتاء المصرية