- السؤال:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد وردت أسئلة كثيرة عن حكم ما يسمى بعيد الزهور، سواءً أقيم بهذا الاسم أو بغيره، وبعد البحث والدراسة أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بما يأتي:
- الجواب:
دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة، وعلى ذلك أجمع سلف الأمة:
أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط، هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، يدل على ذلك حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: « قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان ؟ قالوا: نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر » [1] . رواه أبو داود. وما عداهما من الأعياد – بأي سبب – فهي أعياد لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها، وإذا انضاف إلى ذلك أنه من أعياد غير المسلمين فهذا أشد إثمًا؛ لأنه تشبه بهم ونوع موالاة لهم، وقد نهى الله – عز وجل – عباده المؤمنين عن التشبه بهم وموالاتهم ، فقال سبحانه وتعالى :
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [ المائدة : 51 ] ، وقال – عز وجل – :
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [ الممتحنة : 13 ]، وثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : « من تشبه بقوم فهو منهم » [2]. رواه الإمام أحمد، وأبو داود. وعيد الزهور هو من جنس ما ذكر ؛ لأنه من الأعياد الموروثة عن الأديان الجاهلية القديمة، فقد جاء في (الموسوعة العربية العالمية مجلد 12 صفحة 708) ما نصه: (عيد أول مايو: تحتفل به كثير من الدول استقبالاً للربيع، وهو يمثل انتعاش الحياة في باكورة الربيع بعد مضي الشتاء، يعتقد بعض الناس أن الاحتفال بعيد مايو بدأ على يد عابدي الشجر، المنتمين لجماعة الدرويد، ويرجعها بعضهم الآخر إلى احتفالات قدماء المصريين والهنود بأعياد الربيع، واستمد الشعب الإنجليزي والشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو الروماني، الاحتفال بأعياد الربيع من احتفالهم بعيد الأزهار ، حيث كان الرومان يقومون بجمع الأزهار في أبريل؛ احتفالاً بعيد الربيع وإرضاءً لآلهة الأزهار: “فلورا”). وبناءً على ما تقدم فإنه لا يجوز إقامة عيد الزهور؛ لأنه في الأصل من أعمال غير المسلمين فهو تشبه بهم، والواجب تركه واجتنابه؛ طاعة لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -، كما لا يجوز للمسلم المشاركة في هذا العيد أو غيره من الأعياد المحدثة في الإسلام؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والمعصية، وقد نهى الله – عز وجل – عن ذلك بقوله:
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [ المائدة : 2 ] . وليعلم أن تغيير الأسماء لا يغير الأحكام، فتسمية الأعياد المحدثة بالاحتفالات أو المهرجانات أو غير ذلك لا يغير من حكمها شيئًا؛ لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني كما هو مقرر عند العلماء. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1) أخرجه أحمد 3/103، 178، 235، 250، وأبو داود 1/675 برقم (1134)، والنسائي 3/179 برقم (1556) والطحاوي في (المشكل) 4/131 ، 132 برقم (1488، 1489)، والحاكم 1/294، والبغوي 4/292 برقم (1098) والبيهقي 3/277.
2) سنن أبي داود اللِّبَاسِ (4031)، مسند أحمد (2/50).
- فتاوى اللجنة الدائمة