الأطعمة والأشربةالعاداتالفتاوى

احتواء بعض الأشربة على نسبة قليلة من الكحول

  • السؤال:

هناك مشروبان في بريطانيا يحتوي أحدهما على نسبة  0.01%، والمشروب الآخر اسمه ريبنا وهو يمر في إحدى مراحل إنتاجه على فلتر من الجيلاتين مستخلص من الخنازير، فهل يجوز للمسلمين تناوله؟

 

  • الجواب:

احتواء بعض الأشربة على نسبة قليلة جدا من الكحول، مثل التي ذكرت في مشروبات بريطانيا، وهي 0.01%، والتي نقلتها بعض الصحف، فهي لا تعد من المركبات الأساسية للمشروب، وإذا كانت هذه النسبة الضيئلة من الأشياء الحافظة للمشروب، أو كانت مفيدة في تركيبه، فلا يمكن القول بحرمتها، لأن الكحول حرم لضرره، فإن لم يكن فيه ضرر بضآلة نسبته، فلا بأس بتناول هذا المشروب، ولأن الأصل أنه مشروب طبيعي، وليس شرب خمر قليل.

والمستند في الفتوى حول شرح حديث: “ما أسكر كثيره، فقليله حرام”، ما قاله بعض أئمة الإسلام، حيث قال العظيم آبادي شارح كتاب سنن أبي داود: يحرم تناول القدر المضر منها (يعني الخمر) دون القليل النافع لأن حرمتها ليست لعينها بل لضررها.

‏وقال الزركشي: إن هذه الأشياء لا تحرم إلا لمضرتها العقل ودخولها في المفتر المنهي عنه.

ونستدل إلى ما قاله  المازري من فقهاء الشافعية: أجمعوا على أن عصير العنب قبل أن يشتد حلال، وعلى أنه إذا اشتد وغلى وقذف بالزبد حرم قليله وكثيره، ثم لو حصل له تخلل بنفسه حل بالإجماع أيضا. انتهى

أما عن مشروب ريبنا والذي يمر في إحدى مراحل إنتاجه على فلتر من الجيلاتين مستخلص من الخنازير، فإن الفقهاء مختلفون في إباحة الجيلاتين بعد استحالته، وهناك من الفقهاء من يرى إباحته ،وعلى هذا الرأي يكون تناول المشروب مباح أيضا، وهو من باب التيسير على المسلمين في الغرب.

على أن القول بالإباحة يجب أن يصاحبه تحوط من المسلمين لدينهم، والبعد عن الشبهات، وألا يكون تناول هذا الشيء فيه نوع من الإسراف، كما أن هذه الفتوى نعتبرها خاصة للمسلمين في الغرب، وليس في البلاد الإسلامية.

والله أعلم

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى