استشاراتتقوية الإيمان

رمضان شهر الولائم.. استثمريها لأهدافك

  • السؤال:

السلام عليكم أخي في الله..
أحب شهر رمضان كثيرا، وأنتظره بشوق شديد، وأعتبره شهر عبادة، وأداوم فيه منذ فترة والحمد لله على صلاة التراويح وقيام الليل وتلاوة القرآن، ولكن معظم أفراد العائلة والأقارب يستاءون بسبب رفضي أحيانا تلبية دعوات الإفطار، حيث إني أفضل الإفطار إما في منزلي أو قرب المنزل حيث أداوم على الذهاب للمسجد المجاور الذي يقوم بختم القرآن في رمضان، وهذا لا ينطبق على الكثير من المساجد الأخرى.

وفي بعض الأحيان أضطر لقبول الدعوة والانصراف بعد الإفطار مباشرة حتى أستطيع اللحاق بصلاة العشاء في المسجد المجاور!
أرجو الإفادة، هل يتوجب عليَّ تلبية الدعوات المتكررة من أفراد الأسرة وترك الصلاة، فقد جربت مرة الذهاب لأخت زوجي وأسرعت بعد الإفطار للبحث عن مسجد مجاور يقرأ بجزء من القرآن ولكنه كان متأخرا عن المسجد المجاور.
أرجو أن أكون قد أوضحت ما أريد قوله، وأرجو الإفادة، بارك الله فيكم وكل عام وأنتم بخير.

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة؛

جزاك الله تعالى خيرا على حرصك على الصلاة، واعلمي أن هذا من علامات الإيمان الصادق، كما قال ربنا في كتابه: {وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}، وقال أيضا: {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ* ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ}.

ولا شك أن رمضان فرصة كبيرة يجب اغتنامها، وهو من نفحات الله تعالى على عباده.
وفي سؤالك تعارض أمران،

الأول: هو الحفاظ على صلاة التراويح؛

والثاني: استجابة دعوة الأقارب، بما في ذلك من وصل للرحم، وهو أيضا من الأعمال الصالحة التي يثاب المرء عليها، بل وهو من أحب الأعمال في رمضان..

غير أنه يمكن الجمع بينهما، وهو أنك لا ترفضين الذهاب إلى الأقارب، ولكن استئذنيهم ألا يكون على الإفطار، بل يكون بعد صلاة التراويح، فتصلي التراويح في المسجد الذي تحبين، وتحافظين على سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حين قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال أيضا: (إن الله تعالى افترض صوم رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا ويقينا كان كفارة لما مضى)، ولا بأس بأن تتحججي أنكِ لا تأكلين كثيرا في الإفطار، حتى تستطيعي الصلاة، وبعد الصلاة صلي رحمك، ولا بأس بعدها بتناول بعض المأكولات حتى يستشعر الأقارب أنك أكلت عندهم، وخاصة أن كثيرا من الناس لا يرى الدعوة إلا لأجل الطعام، فنكون قد صلينا قيامنا، ووصلنا رحمنا.

وإن كان المسكن قريبا، فلا بأس باستجابة الدعوة، وإن كان الأولى أن تكون طريقة التعامل مع الكل سواء، حتى لا يجد البعض في نفسه من تمايز المعاملة بينه وبين الآخرين.

تقبل الله منك وأعانك على الخير

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى