- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ مسعود صبري لدي استشارة لحضرتك، أود لو تفيدني فيها لأنني أقف أمامها عاجزة عن الجواب.. بالنسبة لموضوع المرأة في الإسلام أريد فهما وافيا شافيا وبسيطا في نفس الوقت يتناسب مع أفهام الفتيات الصغيرات، ممن هنّ في مرحلة الإعدادي، وحبذا لو تدلّني على كتب أو مواقع تتحدث عن ذلك.. أسأل هذا السؤال لأنني تعرضت لسؤال من قبل بعض البنات عن: لماذا المرأة فقط هي التي لا يجوز أن تتعطر وتخرج إلى الشارع، فكان جوابي هو الجواب التقليدي: لأن المرأة تجذب الرجل برائحتها وهذا يؤدي بدوره إلى إشاعة نوع من عدم العفة والفتنة. فما كان من الفتاة إلا أن قالت: الرجل أيضا حين يكون متعطرا فإنه يجذب برائحته الطيبة النساء؟؟ لماذا المنع جاء فقط في حق المرأة؟؟ ونفس السؤال تعرضت له عن الحجاب، ليست الفتاة هي فقط من تلفت نظر الشاب بشعرها، الشاب أيضا بشعره وقوامه و..و، يلفت نظر الفتاة، فلماذا الحجاب جاء للمرأة فقط وليس للرجل؟؟ الحقيقة أنني وجدت لديّ قصورا شديدا في هذا المجال وفي هذه الحكم التشريعية، وهذا يضعف من قدرتي على إقناع الطالبة بأحكام الله عز وجل وبتكاليفه، وهذا أمر خطير جدا.. فبماذا تنصحني يا أستاذي؟؟ جزاك الله كل خير.. ومبروك مرة أخرى.. |
- الجواب:
لا شك أن فقه المرأة بعد ترسبات متراكمة بعد عن صورته الأولى في الصدر الأول، فخرجت الفتاوى تمنع المرأة من الصلاة في المسجد، بحجة أنها فتنة، مع أنها كانت تصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم خلف الرجال بلا حائل ولا ستار، وأنها لا يجوز لها الكلام مطلقا، مع أن الكلام كان موجودا، مع مراعاة مراقبة الله تعالى، وأن يكون لحاجة، وغير ذلك مما حرم تحت دليل أصولي استند إليه بعض الفقهاء هو “سد الذرائع”.
كما أنه يجب أن نتعرف أن قصورا وجد في مؤلفاتنا في الفقه الإسلامي في جانب معرفة الحكمة من التشريع، وإن كان منثورا بين الكتب، غير أنه لم يصنف وحده، ولم يظهر بالشكل المطلوب، وأن بعض الأحكام تحتاج إلى إعادة تحرير الحكمة، مع إيماننا بالحكم، بعيدا عن حكمته، لأنه من الله، فما دام من الله، فهو حق وواجب علينا اتباعه، غير أن الله لم يمنعنا أن نعرف الحكمة منه..
أما فيما يخص إغراء الرجل للمرأة، وإغراء المرأة للرجل، وما يتبع ذلك من الروائح والحجاب، فيجب ألا ننساق مع كل قول، فإغراء المرأة للرجل غير إغرائها لها، كما أنه يجب أن ندرك طبيعة المرأة والرجل، فالمرأة بطبعها مطلوبة، يعني لم نسمع أن المرأة تجري وراء الرجل وتطلبه زوجا، هذه هي القاعدة، أعلم أن زماننا قلبت فيه بعض الموازين عند بعض الأشخاص، غير أني أتحدث عن القاعدة، فتعطر المرأة بعطر فواح شديد، مع قصد الإغراء يجعل الرجل الفاسد يلهث وراء المرأة، ومع الضعف الموجود في المرأة قد تتعلق المرأة بالرجل، وقد تستحكم عاطفتها، فتستجيب له..
أما الرجل، فإنه حين يضع عطرا، فإن حياء المرأة سيمنعها من أن تجري وراءه لأجل رائحته وعطره، وأن طبيعة المرأة تمنع من أن تطلبه هو، حتى ولو بالحرام..
وكذلك الحال بالنسبة للشعر، فطبيعة شعر المرأة جذاب للرجل، وليس العكس، وما يمكن أن نجده في المرأة مجرد إعجاب، أما الرجل، فتثير شهوته، فيطلب المرأة حتى يوقعها في حبائله، إن هي استجابت لذلك، بخلاف المرأة، فهي بطبيعتها تحب أن يطلبها الرجل ولا تطلبه هي، حتى وإن كانت بداخلها تتمناه، فمنع الشرع ما يثير في المرأة فتنة الرجل..
ومع هذا، فإن التعطر ليس مرفوضا على الإطلاق، فإنه أمام الأجانب، أما أمام الزوج والمحارم فلها هذا، وكذلك الحجاب، كما أن بعض الفقهاء يرى أن العطر الخفيف غير الفواح لا يمكن القول بحرمته، كما أفتى بذلك الشيخ عطية صقر وغيره من الفقهاء..
- كما يمكن الرجوع إلى بعض الكتب، مثل:
– ”قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة” للشيخ محمد الغزالي
– ”دور المرأة المسلمة في الصحوة” للشيخ القرضاوي
– ”أثر العرف في فهم النصوص” للدكتورة رقية طه جابر العلواني
– ”المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني” للدكتور سعيد البوطي
– ”ماذا عن المرأة؟” للدكتور نور الدين العتر
– ‘‘شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن والسنة” لمحمد عمر الحاجي، وغير ذلك من الكتب..
ومادمنا نؤمن بالنظرة العقلية، فيمكن الرجوع لكتابات علم النفس، الخاصة بالعلاقة بين الرجل، والتي تبين أن الرجل غير المرأة، والمرأة غير الرجل، فبينهما فروق لا يمكن إنكارها، ولكننا قد نجادل من باب الجدل، وما أيسر الكلام، ولكن عند الواقع يختلف الحال..
- د. مسعوود صببري