استشاراتالزواج

رفضني ورفضته.. أدعو الله أن يعود

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة قد تقدم لخطبتي أحد الشبان،  ولكن بعد استخارتي عدة مرات  وحسب علمي أنه استخار كذلك..فكان القرار بعدم الموافقة.. علما بأني كنت رافضة فكرة الزواج.. وعندما أخبروني أنه لم يوافق لأنه استخار و لم يشعر بالارتياح..لم أعارض، وتقبلت هذا القرار.

ولكني شعرت بضيق شديد بعد هذا اليوم والحمد لله أنا لا أترك صلواتي وأذكر الله كثيرا،  وخصوصا بعد قرار الرفض كثرت من ذكر الله لأني عندما أذكر الله واقرأ القرآن أشعر بالارتياح الشديد.. حتى في بعض الأوقات أتمنى أن يأتي مرة أخرى ليخطبني.

وسؤالي هو هل أدعو الله في صلواتي أن يحقق لي ما أتمنى إذا كان خيرا لي أم لا؟ لأني قد استخرت ربي عندما جاء لخطبتي وقد تم الرفض؟ وهل يعتبر دعائي اعتراضا على ما كتب الله ؟

أفيدوني وانصحوني.. وجزاكم الله خيرا

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:

في بعض الأحايين لو سئلنا عن شيء، فإننا نقدم الإجابة التي تخدم مصلحتنا، وليست الإجابة الحقيقية، وربما لو سألنا آخر غير الذي سألنا لكان لنا نفس الإجابة أو ربما تلونت فتصبح إجابة أخرى، غير أن الإجابة الصادقة مكنونة في نفوسنا، وربما يكون عند الإنسان عشوائية في التفكير، فلا يدري الإجابة الصحيحة، لكن بدونه لن يكون هناك وصول للإجابة الحقيقية.

إن هدي الإسلام في الزواج أن تتم الرؤية والتعارف العام أولا، ثم تتم الاستخارة مع الاستشارة، ولنتوكل على الله تعالى، فإن سار الأمر في طريقه، فهذه علامة على تيسير الله تعالى، وإن كانت هناك عقبات، فهذا دليل عدم التوافق، وأنت تذكرين أن الخاطب هو الذي رفض، وكان هذا أيضا في نفسك، فقد تم التوافق في الرفض، فهل أنت عاودت الأمر، لأنك شعرت أنك أهنت، وأن الرفض كان يجب أن يكون منك لا منه، ولهذا شعرت بالضيق؟ أم أنه قد يكون الضيق لأجل أن هذه فرصة للزواج، وكل فتاة تحلم بأن تتزوج، أم أن هناك أسبابا أخرى تعرفينها أنت؟ فحددي وأجيبي في نفسك بصدق وصراحة، لتستطيعي تقييم الموقف جيدا.

أما عن دعائك لله تعالى أن يأتي مرة أخرى لخطبتك، فهذا يتطلب منك تفكيرا، هل فعلا أنت في حاجة إليه، أم أنه هاجس نفسي، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون اضطرابا في الموقف؟ على كل حال، فلا يمكن أن نقول لك لا تدعي، فالدعاء هو إظهار لعبودية الإنسان لله تعالى.

ولكن حين تتوجهين إلى الله بالدعاء قولي: “اللهم اقدر لي الخير حيث كان، إنك على كل شيء قدير”، أما أن تدعي بأن يأتي إليك مرة أخرى، ففي ظني أن هذا منطقي منك، خاصة أنه رفضك، وأنت كنت أيضا رافضة له، فقولي في دعائك: اللهم ارزقني زوجا صالحا يعينني على أمر ديني ودنياي”، وفوضي أمرك إلى الله، واعلمي أن الله تعالى لا يحرم عبده أو أمته شيئا فيه نفع له، بل لو كان هناك ما نراه حرمانا من الله، فهو قمة العطاء، لأن الله تعالى لا يحرم المرء شيئا إلا لعلمه أن فيه ضررا له.

كما أنه ليس من الصواب أن يجعل الإنسان نفسه محصورا في شيء واحد، ومادام الأمر قد مر وانتهى، فليس من الحكمة أن نشغل أنفسنا به، ما لم يكن حقيقة وواقعا، بل علينا أن نعيش حياتنا، فحين يجيء نفكر فيه ثانية، ونأخذ فيه قرارا صائبا، يجمع بين الحاجة النفسية، والاستشارة الاجتماعية، والاستخارة الشرعية.ولكن لا تحصري نفسك في دائرة الزواج في هذا الذي ترفضين، بل سلي الله تعالى أن يهبك الزوج الصالح، الذي يعينك على أمر دينك ودنياك.

وما أطلبه منك أن تعيشي حياتك كلها، ولا تحصريها الآن في جزء واحد منها، وإن كان جزءا مهما جدا، وضروريا وحيويا، لكن لم يأذن الله تعالى فيه بعد، “وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُۥ  بِمِقْدَارٍ.عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ”.

أسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن ييسره لك، وأن يرزقك الزوج الصالح. وتابعينا بأخبارك..

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى