يسأل أحد الشباب عن إحدى مشاكله بعنوان لواط بين أخوين ومن أسرة محافظة!
- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب عمري 23 سنة، من أسرة محافظة، لكن للأسف أمارس اللواط مع أخي الذي يكبرني بسنتين منذ أن كان عمري 16 سنة، واستمررت على هذا الفعل حتى التحقت بالجامعة، وتعرفت على رفقة صالحة، وتبت إلى الله، والتزمت، وعاهدت نفسي ألا أكرر هذا العمل أبدا، وتخرجت في الجامعة، وأكرمني الله بأنني حصلت على أكثر من عرض للعمل في شركات مختلفة، وفقني الله وتوظفت بعد تخرجي فورا في أفضل شركة يتمناها زملائي، والحمد لله زاد لدي المال، وكل شيء يسير على أفضل ما يمكن.. ولكن للأسف قابلت كل هذه الأشياء والنعم بأنني عدت إلى فعلتي القديمة مع أخي منذ شهرين تقريبا؛ حيث إنه لا يرفض أو يقاوم ذلك، وفي كل مرة أعاهد نفسي أنني لن أكررها، لكن بلا فائدة، تعبت والله حيث إني أحتقر نفسي على هذا الفعل.. وقد رأيت بأن الحل الوحيد لمشكلتي هو الزواج، ولكن لا يمكن ذلك إلا بعد سنة على أقل تقدير لظروف مختلفة.. أرجوكم ساعدوني، والله العظيم إني ما أقدر هذا الفعل الحقير، كل مرة أقول “خلاص تبت” لكن بعد أسبوع أرجع له، أنا أعرف أن السبب هو ابتعادي عن الله؛ لأني منذ تخرجي في الجامعة تغيرت أشياء كثيرة في تصرفاتي للأسوأ. أرجوك ساعدني قبل أن أصل إلى طريق الضياع الذي لا رجعة فيه كالزنا، وترك الصلاة؛ حيث إنني حاليا أصلي ولكن ليس كالسابق، حيث أصلي الآن وذهني شارد ومشتت، ودائما أخطئ، ولا أتذكر كم ركعة صليت فأسجد سجود السهو.. وأيضا معظم الصلوات أصليها في البيت وأؤخر بعضها عن وقتها، أرجوكم أريد النصح. أرجو أيضا أن تذكر لي أضرارها على مستقبلي في الزواج ومن ناحية الإنجاب والأمراض، وتذكرني بعذابها، وما ذكره الله والرسول صلى عليه وسلم عنها عسى أن يكون رادعا لي، وأن تذكر لي أسماء بعض المحاضرات والآيات، أرجوكم ساعدوني لأنني والله كل يوم أرجع خطوة إلى الخلف. |
- الجواب:
الأخ السائل:
سامحني إن قلت لك عجيب أمرك وأمر أخيك، فأنتما تزعمان أنكما تربيتما في أسرة ملتزمة، وهل التربية في أسرة ملتزمة ينتج مثل هذا السلوك القبيح؟!! إنكم تفهمون الالتزام خطأ!
إن الالتزام الحقيقي ينبع من خوف المرء من الله تعالى، وأن الله تعالى سيحاسبه على كل صغيرة وكبيرة، ماذا تقول لربك حين يسألك عن أقبح الأفعال وأقذرها، حتى حدا ببعض الفقهاء أن يقولوا: إنه يقتل الفاعل والمفعول به؟ وهل لو كان هناك شرع مطبق، وأخذت الدولة التي تعيش فيها هذا المذهب أكنت تجرؤ على أن تفعل مع أخيك، وأن يرضى هو بما تفعله؟ أم أنكما كنتما ستخافان من إقامة الحد عليكما؟؟ فأين أنتما من الخوف من الله تعالى؟
إنك ضعيف الإيمان، بل ليس عندك شيء من الالتزام حتى تترك أنت وأخوك هذه الجريمة التي تشبهتما فيها بأفعال العجموات، وإن كان الإسلام حرم على الزوج أن يأتي زوجته التي أحلها الله تعالى له في دبرها، فكيف تأتي أنت هذا في أخيك، أين عقلك، بل العجيب أنك مستمر على هذا لعدة سنوات، باستثناء انقطاع فترة، ثم تعود إليها مرة ثانية!!!
إن الإسلام يعلم فن الحياة، يعلم المسلم كيف يعيش ويستمتع بحياته فيما أباحه الله تعالى لك، ومن رحمته أن جعل مساحة الحرام قليلة محصورة، ومساحة المباح واسعة، فلماذا دائما نأكل من الشجرة المحرمة ونترك الأشجار الكثيرة؟
لقد أشار إليك أخي الدكتور وائل أن تسرع بالزواج، حتى لو طالت فترة الخطوبة، فإنها تعطي نوعا من الاستقرار النفسي، والراحة النفسية للإنسان، تجعله يتعلق بمن يحب، وأن تفكر في كيفية معيشية، وترتيب بيتك مع زوجة المستقبل، فتشغل حيزا من تفكيرك ووقتك.
ومن الاقتراحات التي أطرحها عليك أن تبحث عن عمل آخر، حتى تقضي أكبر وقت بعيدا عن أخيك، وحتى يهدر أكبر جهد ممكن من طاقتك في عملك، وبالتالي يعجل لك الزواج.
وابحث عن رفقة صالحة، كتلك التي كنت معها، حتى تعينك على طاعة الله تعالى، وابتعد عن كل لقاء يجعلك أنت وأخوك وحدكما، بل إن استطعت أن تمكث بعيدا عنه في بلدة أخرى، بحيث لا يراك ولا تراه فترة من الزمن يكون أفضل.
واقرأ أيها السائل في حال شباب الصحابة والتابعين والسلف الصالح لنتحسر على أنفسنا، كيف كانوا وكيف نحن الآن؟ ففي الاطلاع على سيرهم زاد لنا في حياتنا، واقرأ أيضا في قصص التائبين إلى الله، وكيف تابوا إليه، وكيف أصلحوا فيما بينهم وبين الله، وكيف بدلوا سيئاتهم حسنات.
أخي، ابك على نفسك، فأنت في لاه في غيك،وغيرك يسبقك إلى جنان ربك، وبدلا من أن تنضم إلى قوافل المصلحين، ركنت إلى حزن العاصين، وليتك كنت مع الصالحين دون المصلحين، ولكن قصرت عليك نفسك، فلا أدري، لأي شيء تعيش؟ وأي وظيفة تقوم بها في الحياة ؟
خذ الآن خطوات جادة لعلاج نفسك، فأنت طبيب نفسك، وما صنعناه إلا إضاءة على الطريق، إن أردت أن تسير في طريق النور، أما إن كنت تريد طريق الظلام فأنت أعلم به، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” “نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم”.
غفر الله لنا ولك، وتاب علينا وعليك..
- د. مسعود صبري
للمزيد عن لواط بين أخوين..
اقرأ أيضا