استشاراتالجنس والغرام

“الأثرية” وغيرها.. متى تكون مرضية؟

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وأشكركم جزيل الشكر على هذه الصفحة الرائعة.

أما بالنسبة لمشكلتي التي ترافقني منذ زمن بعيد وأصبحت تسبب لي الكثير من الهم فهي الانحراف الجنسي السلوكي، ولا أقصد بها الشذوذ أو الـhomosexuality إنما اقصد المازوخية والفيتيشية خاصة ما يسمى بفيتش القدم Foot Fetish. لدي عدة أسئلة حولها:

أولا: ما حكمها في الدين، طبعا، عند ممارستها مع الزوجة وإلا اعتبر زنا؟

ثانيا: هل صحيح أن هذه الاضطرابات خلقية أحيانا تلعب الوراثة دورا فيها؟ وإن كان لها علاج فما هو وما مدى فعاليته؟
وفي حال عدم وجود حل فما تأثيرها على العلاقة الزوجية السليمة؟

أرجوكم أن تساعدوني لأتخلص منها فأنا دائما أشعر أنني لست كباقي البشر وهذه المشكلة جعلتني أتردد كثيرا حول الزواج، هل أصارح زوجتي بها وهل ستتقبل هي هذا؟

وبالنسبة للأسباب فما هي وما مدى تأثير المجتمع عليها رغم أن وضعي الاجتماعي والمادي جيد ولله الحمد وليس لدي ما قد يسبب لي عقدة سوى هذه المشكلة التي أريد لها حلا ضمن نطاق الدين.

وفي النهاية أرجو منكم إغاثتي وأشكركم على جميع الأحوال.

 

  • الجواب:

إن ممارسة الجنس مع قدم الزوجة من الناحية الشرعية له شقان:

الأول: أنه ليس هناك من النصوص الشرعية ما حرم مثل هذا الفعل.

والآخر: أنه لا بد في المعاشرة الجنسية بين الزوجين من مراعاة حاجة كل من الزوجين، فإن كنت ترى أن مداعبة القدم بأي شكل من الأشكال تؤدي إلى درجة الإثارة، لكنك لن تقف عند هذا الحد، بل تقوم بإعطاء زوجتك حقها الشرعي في الجماع في موضع الحرث، فلا بأس بهذا.

لكن أن تبقى كل الممارسات الجنسية محصورة حول القدم حتى تصل إلى حد الإنزال ففيه ظلم للمرأة.

وأحسب أن الاطلاع أولا على الممارسات الجنسية المشروعة، الواردة في السنة النبوية، وما أفرزه العقل البشري، فيه كثير مما يحد من حالتك، وبنوع من التدريب تنتقل إلى مرحلة غير التي أنت فيها.

وكم من أناس كان عندهم أفكار أشبه بالمعتقدات والمسلّمات، ولكن مع القراءة والاطلاع، أو مع بعض التأثيرات الأخرى، تغير تفكيرهم، وأحسب أنك ستكون واحدًا منهم.

إن وصولك إلى هذه الحالة لا بد له من سبب، ربما كانت رؤية بعض الأفلام التي ركزت على هذا السؤال، وكان لافتا للنظر، لغرابته، أو لجدته، لفت انتباهك دون غيره، لأن البعض دائمًا يبحث عن الغريب الذي لم يعتده الناس.

ولكن التسليم له وجعله أمرًا لا فكاك منه يحتاج إلى شحنة نفسية، وذلك أن نفس الإنسان هي المحرك الأول لجسده، فإن علت النفس، علا الجسد، وإن هبطت النفس هبط الجسد.
ومن المعلوم في الممارسة الجنسية أنه يجوز للزوج أن يمارس مع زوجته ما يشاء باستثناء الجماع في الدبر، والجماع وقت الحيض والنفاس، وما سوى هذا، فهو يعود للعودة والعادة، وما يتقبله الزوجان معًا، دون أن يجبر أحدهما الآخر على فعل شيء، وفي هذا نلحظ أن الإسلام وسع دائرة الاستمتاع الجنسي بين الزوجين، بشكل كبير.

ولكن لي تعليق على حبيبي وأخي الدكتور وائل، حيث فسر “فأتوا حرثكم أنى شئتم” بأن الحرث هو كل جسد المرأة، حيث قال: “وكل جزء في جسد المرأة يعتبر حرثا لزوجها في إطار “من حيث أمركم الله”).

إنما الحرث موضع الولد، يعني جامعوا نساءكم في موضع الولد مقبلين أو مدبرين، وذلك أن اليهود كانوا يزعمون أن الرجل إن جامع زوجته في قبلها من دبرها، أتى الولد أحول، فنزلت الآية تنفي مزاعم اليهود وتبيح للمسلم أن يأتي زوجته في قبلها مدبرًا أو مقبلا، وفيها إشارة إلى اختلاف أوضاع الجماع، وقد سبق القرآن العلم الحديث فيها.

وقد شبه القرآن الكريم فرج المرأة كالأرض، والنطفة كالبذر، والولد كالنبات.

أما عن تساؤل أخي الدكتور وائل عن وجود هذه الممارسات في عصر أجدادنا، وإيحائه بأنها ربما كانت موجودة، وتعاملوا معها في إطار الشرع، فإن إثبات الشيء يحتاج إلى دليل، كما أن نفيه أيضا يحتاج إلى دليل إن وجد.

وأحسب أن هذه الممارسات إنما هي إفراز لثقافات مختلفة متنوعة، تتجدد عبر الزمن، بتأثير عوامل عديدة، وخاصة في عصور ثورة الاتصالات، لأن الممارسات الجنسية كان الغالب عليها التستر في العصور السالفة.

وعلى كل، فأوصى أخي السائل أن يقرأ نفسه قراءة جيدة، وهل الممارسة التي يتطلع لها نسيج في داخله، أم أنها نتيجة لبعض الأسباب التي إن زالت عاد الإنسان إلى طبيعته.

كما أنصحه أن يقرأ في الثقافة الجنسية، وكيفية الاستمتاع الجنسي بين الزوجين، فربما يعجبه ما هو أكبر من هذا، مما هو مقبول للزوجة أيضًا، والله أسال له التوفيق في حياته.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

Related Articles

Back to top button