- السؤال:
أنا مقترب من سن الزواج وأنا خاطب لشابة جميلة وأنا ملتزم طوال عمري لذلك عندي رغبة جنسية مكبوتة شديدة، وقد رأيت بعض الأفلام الإباحية في غفلة مني وانتصار الشيطان علي، ورأيتهم يفعلون أشياءً كثيرة أود أن أفعل مثلها في العلاقة الجنسية في الزواج ولكن أريد معرفة هل هي حرام؟ وسامحوني على الألفاظ التي سوف أقولها مثل: هل المعاشرة من الفرج من ناحية الدبر ولعق حلمات الثدي لي أو لزوجتي مستقبلاً وتلامس اللسانين في التقبيل وقذف السائل على جسد المرأة واستعمال الواقي الذكري وإدخال إصبع في عضوها أو إصبعين؟ وعذرا لألفاظي ولكن أفيدوني أفادكم الله. |
- الجواب:
الأخ السائل:
أشكرك لك حرصك ِعلى معرفة ما يحل وما يحرم عليك في دين الله تعالى، فالإنسان المسلم لابد أن يحتل الدين المكانة الأولى في حياته، وفي ظل السعار الجنسي يجب الرجوع إلى الدين لمعرفة ما يحرم، ولا مانع من الاستمتاع الجنسي فيما أحل الله تعالى.
وقد ُيسيء البعض الفهم أن الإسلام لم يهتم بمساحة الاستمتاع الجنسي بين الزوجين، بل إن الناظر في النصوص الشرعية ليدرك أن الإسلام اهتم بهذه المساحة اهتماما لا بأس به، لأن الإسلام لا يُحرم على الإنسان أن يستمتع بزوجته، بل الأصل في هذه العلاقة أنها مباحة، ولم يُحرم الإسلام في العلاقات الجنسية إلا:
1- الجماع في الدبر
2- الجماع وقت الحيض
3- الجماع وقت النفاس
4- الجماع في الحج قبل التحلل
5- الجماع في الصوم وما سوى ذلك فمتروك للأعراف بين الزوجين،
فالمهم في ممارسة الجنس بين الزوجين الابتعاد عن الحرام، وما سوى ذلك، فلا يجب أن يُؤتى، ولا يجب أن يُترك، لأن طباع الناس مختلفة، فمن الناس مثلا من لا يحب اللحوم أو غيرها مما أباح الله، ولم يقل أحد إن هذا حرام، لأن طبائع الناس مختلفة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب زوجاته، فكان أحيانا يعطي عائشة تشرب من الكوب، ثم يشرب من ذات المكان، تحببا إليها، ولم يكن يخرج من البيت إلا ويُقَبل زوجته، وكان إذا عاد من الخارج بدأ بالسلام وقبّل زوجته.
أما الجماع من ناحية الدُبر في القُبل، فهي مباحة، ولا بأس بها على الإطلاق، وقد كان الصحابة يفعلونها في مكة دون المدينة، فلما تزوج أحد المهاجرين من الأنصار وأحب أن يجامع زوجته في قبلها من دبرها، أنكرت عليه، وخاصة أن اليهود كانوا يقولون: إن الرجل إذا جامع زوجته في قُبلها من دُبرها جاء الولد أحول، فكذب القرآن الكريم هذه الإشاعة، ونزل قول الله تعالى:”نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ” يعني مقبلين ومدبرين في مكان الحرث الذي هو الفرج.
أما عن لعق حلمات الثدي، فهي من المباحات أيضا، وقد فعلها أحد الصحابة رضوان الله عليه، وجاء يبكي للنبي صلى الله عليه وسلم حيث إنه داعب الحلمة ونزل جوفه بعض اللبن من زوجته، فظن أنها حُرمت عليه، فأعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن تحريم الرضاع إنما يكون في الصغر.
وأما مص اللسان بين الزوجين، فهو من الأمور الواردة في كثير من الآثار عن السلف الصالح، فلا بأس به على الإطلاق.
أما إنزال المني على جسد المرأة، فلا نحبذه، لأن الماء إنما محله الفرج، وهذا بيته وسكنه.
وعن استعمال الواقي الذكري، ووضع الإصبع، فهذه أشياء عرفية، ليس فيها نص بالتحريم، لكن يجب أن تنتبه إلى أن هذه الأشياء قد لا تقبلها زوجتك، وأنك يجب أولا أن يكون هناك تفاهم بينكما في هذا الأمر، حتى لا يحدث خلاف في المستقبل.
ودعني أقف معك قليلا، حيث إنك شاهدت هذه الأفلام، وهي التي أهاجت عندك كل هذه الأحاسيس والمشاعر، وكان من الممكن أن تسأل عن كيفية التمتع بين الزوجين في العلاقة الجنسية، ولك أن تقرأ في الثقافة الجنسية، وهو شيء مباح، لكن الرؤية محرمة شرعا، كما أن هناك سيلا من الذيلية والتبعية للغرب عجيب، فكل ما يأتي من الغرب يجب الاطلاع عليه ومعرفته والأخذ به وتطبيقه في حياتنا، فهذا يقلل من شأن الأمة بأفرادها، ولعل في قراءة الثقافة الجنسية في التراث الإسلامي غناء عن ذلك كله، وستجد فيه أكثر مما هو موجود في الغرب من حيث المتعة، ولكن بطرق مباحة شرعا.
وقد ذكر علماء العلاقة الجنسية أن هناك أكثر من 150 وضع للجماع بين الزوجين، فهناك كتابات لابن كمال الباشا، وللإمام السيوطي، ولأحمد بن علي اليمني، وابن طيفور وغيرهم.
واعلم أن الله ما حرم شيئا إلا لما فيه ضرر على الإنسان، وأن مساحة الحرام في الإسلام قليلة جدا، ومساحة المباح واسعة جدا، فاتق الله تعالى، ولا تطّلع على ما حرم الله، وتثقف فيما تريد من خلال المطالعة والقراءة،
ولا تجعل هذا الموضوع يشغل بالك أكثر مما ينبغي، فالحياة ليست كلها جنس، وليست خالية من الجنس، ولكل مقامٍ مقال، ولكل وقتٍ حال.
- د. مسعود صبري