استشاراتالشبهات

كوكتيل أديان؟! إياك أن تزوِّر في شرع الله

  • السؤال:
السلام عليكم..
أحد الأشخاص هنا يقول إنه مسلم؛ إذ إنه يؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولكن هذا الشخص يقوم بالصلاة مع المسيحيين في الكنيسة، ومع اليهود في الكنيست، ومعنا أيضًا (لا بد أن نذكر أنه كان مسيحيًّا في الأصل)، وهو يعتقد أن ما يفعله من جمع بين الأديان بعضها ببعض يؤدي إلى السلام بين الناس، وهو بالتالي يحاول أن يجمع بين الكتب الثلاثة على أساس أنه لا يفسر الكلام الذي في الإنجيل والذي يستدل منه المسيحيون على ألوهية المسيح كما يفعلون.
أيضًا هو يقول بأنه لا يصلي مع المسيحيين إنما هو يغني وينشد معهم الأغاني التي ينشدونها في الكنائس، وأنه لا ينشد الأغاني التي تتحدث عن ألوهية المسيح، وبالتالي -حسب قوله- هو لم يشرك بالله بهذه الصورة، وأن هذه الأغاني هي عبادة لله، وهو يريد أن يعبد الله بكل الأساليب، حتى إن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري، يعني أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك، ولكنه لا يرى هذا المعنى في الحديث، ولما أخبرته أنه يجب أن يتوقف عن فعل ذلك، قال ائتني بالدليل من الكتاب أو السنة، وأنا لا أستطيع أن أذهب وأفعل ذلك.. بارك الله بكم.
نهاية.. لا بد أن أخبركم أن حجتي التي أخبرته بها هي أنه بفعله ذلك يساعد المسيحيين على عبادة غير الله، وهذا لا يتشابه مع كون المسلمين يمكن أن يساعدوا في ترميم الكنائس التي تحت سلطة الخلافة الإسلامية، وأن هذا شيء مختلف ولا يمكن أن يقيس عليه.
فمدونا بالمعلومات والأدلة رحمكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  • الجواب:

الأخ الفاضل؛
أشكر لك ثقتك في موقعنا، حيث أحلت له هذه الشبهة عند رجلٍ كان على غير ملة الإسلام، وهداه الله تعالى إلى دينه الحق.
وأنا سأوجه كلامي لصاحب المسألة، طالبًا منك أن تنقله إليه، وأقول له:
إن فكرته قائمةٌ على توحيد الأديان، والقيام بفكرة توحيد الأديان يعني أن الأديان غير موحدة، ولا بد أن نفرق في وحدة الأديان بين أمرين:
– الوحدة من حيث النشأة.
– والوحدة من حيث التطبيق.

  • أما الوحدة من حيث النشأة،

فنحسب أننا في غنى عن الكلام عنها؛ لأن الدين عند الله تعالى واحد، ليس اليهودية والمسيحية والإسلام فحسب، بل كل الدين الذي جاء به الأنبياء جميعًا.
ولذا جاء في القرآن الكريم: {ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ  مِن رَّبِّهِۦ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ مِّن رُّسُلِهِۦ}.
فجزءٌ من الإيمان أن نؤمن بأنبياء الله كلهم، وبالكتب السماوية التي نزلت معهم، كشريعة للبشر على اختلاف الأطوار الزمنية التي جاءوا فيها، لكن المشكاة التي خرج منها النور الذي جاءوا به مشكاة واحدة.
فالكل من عند الله تعالى من حيث النشأة.

والدين كله واحد، وهذا ما جاء القرآن الكريم معبرًا عنه، فيقول عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: (ربنا واجعلنا مسلمَيْن لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك).
وقال يوسف عليه السلام: (توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين).
وقالت بلقيس: (وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين).
وقال: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
وغيرها من الآيات التي تؤكد أن الدين واحد، من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الإسلام، الذي عبّر عنه القرآن بقوله عن إبراهيم: (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين).

فالدين من حيث النشأة لا يختلف، فالكل يدعو إلى توحيد الله تعالى، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وأي عقيدة تخرج عن هذا الإطار العام، فليست من الدين الصحيح في شيء.

  • هذا من حيث النشأة؛ أما من حيث التطبيق،

فلابد أن يقرر أن أهل الكتاب حرفوا دينهم، وبدلوا كلام الله تعالى عن موضعها، وأحلوا وحرموا خلاف ما شرع الله تعالى، ومن هنا فنحن المسلمين نعترض على هذا التحريف، لا لذوات اليهود والنصارى، ولكن لأفعالهم، ولا يصلح أن نجعل هناك وحدة بين الكفر والشرك، وبين الإسلام والإيمان.. لا يستويان.

ربما نتعاون معهم في قضايا مشتركة إنسانية كشعوب.. مثل حق تقرير المصير، والحرية، والسعي للديمقراطية، وغيرها من القضايا المشتركة، فهذه نتعاون معهم فيما، كما نتعاون مع غيرهم، لكننا نحافظ على تراث الدين كما أنزله الله تعالى، وإلا كنا شركاء معهم في أكبر الجرائم في تاريخ البشرية.
وإن كانت السرقة جريمة، والاعتداء على الحريات جريمة، فإن تزوير العبد شرائع الله أكبر الجرائم التي يجب أن تكف عنها البشرية، فمن حق الله تعالى أن تبقى شرائعه كما أنزلها، وإلا كنا خارجين عن عبوديتنا لله تعالى.

ففي الوقت الذي يكفل الإسلام فيه حرية التدين (لا إكراه في الدين)، لكنه لا يرضى عن التزوير، أيًّا كان نوعه، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغش في سلعة من السلع في البيع والشراء من المحرمات، فالغش في شريعة الله من أكبر الغش، وخاصة أنه غش جماعي منظم، لا لوجه الله، ولكن لمصلحة موهمة أو هي مصالح شخصية.

إن عددًا لا بأس به من النصارى يعترف أن الإنجيل الذي بين أيديهم ليس كلمة الله إلى عباده، وأن المجلس الكنسي يقرر شطب بعض آياته بين الحين والآخر، وفيه من التشاريع ما يخالف العقل السليم، والفطرة النقية، وعملية التحريف والتزوير معلومة لكل مطلع، فلا نغالط فيها أنفسنا.
وأنه ليس هناك كتاب سماوي محفوظ، يُعَدّ كلمة الله لعباده سوى القرآن الكريم، وهذا يعني أنه لا بد أن يكون القرآن الكريم مرجع الإنسانية لمعرفة مراد الله وخطابه للجنس البشري.
ثم إن الله تعالى قضى أن يرسل للناس رسولاً بعد رسول، وإذا كان الأنبياء يرسلون لأقوامهم ومن خصهم الله بهم، كان واجبًا على هؤلاء الأقوام أن يؤمنوا بمن سوا رسولهم من الرسل الذين أرسلهم الله أيضا، فالذين آمنوا بموسى عليه السلام، كان واجبًا عليهم أن يؤمنوا بعيسى عليه السلام ورسالته، ولما قضى الله أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين، كان واجبًا على العالمين أن يتبعوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ليس لذات النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن طاعةً لصاحب الدين.. الله رب العالمين.

ولو كان موسى أو عيسى عليهما السلام أو أحد من الأنبياء غير محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، لكان واجبًا على البشرية بما فيها أمة العرب وغيرها أن يؤمنوا بالرسول الخاتم.
ولكن الله تعالى اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم -والله يصطفى من رسله من يشاء وهو أعلم حيث يجعل رسالته- وعلى البشرية أن تنظر إلى أمر الله تعالى، وتطيعه.. لأن هذا حقه سبحانه عليها.

فإذا اقتنعنا أن الإسلام هو الدين الحق، كما قال الله تعالى في كلمته الأخيرة لأهل الأرض: (إن الدين عند الله الإسلام)، و(ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، و(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا)، فكان لا بد أن نسلم بصحة الإسلام واتباعه.

وإذا كان الله تعالى خالقنا قد ارتضى لنا أن نعبده على عقيدةٍ معينة، فهل من حقنا أن ننكر على الله أمرًا له وحده دوننا، وأن نخرج على هذا؟ أم أن نسلم لله تعالى الأمر، وأن نعبده كما يشاء؛ لأن هذا حق خاص له سبحانه، لا يشاركه فيه أحد، ما دمنا نسلم من البداية أن الله تعالى هو صاحب العبادة، وأنه المعبود لا سواه، أما طريقة العبادة، فهي له سبحانه.

وعلى هذا، فتكون مشاركة النصارى في نسكهم -بعد التحريف والتزوير الثابت لديهم- حرام على كل مسلم، ويمكن لنا أن نشاركهم حياتهم الاجتماعية، في التهنئة بالأعياد والمناسبات دون الطقوس الدينية، وكذلك الحال في التعزية وغيرها، فهذا حثنا الإسلام عليها، ما لم تشتمل على محرمات من حيث الشعائر الدينية، {لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ *إِنَّمَا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَـٰتَلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ وَظَـٰهَرُوا۟ عَلَىٰٓ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ}.

إن القول بأن هناك محاولات لتوحيد الأديان أكذوبة كبرى، وهو امتداد لجرائم الافتراء على الله تعالى، فما يستوي عند الله تعالى من آمن به حقًّا، ومن كفر به، ما استوى الظلام والنور، ولا العلم ولا الجهل، فكيف يستوي كفر وإيمان؟!!
وإن من حق الإسلام على من اعتنقه أن يفي بما عاهد الله تعالى عليه من العبادة على الطريقة الصحيحة، أما أن ندخل على الإسلام شعائر محرفة، فهذا لا يجوز شرعًا، ومن فعله فقد افترى إثمًا عظيمًا، من أكبر الإثم أن ندخل في شريعة الله ما ليس فيها.

إننا لا ننتصر للإسلام -لكوننا مسلمين-، ولكن لأننا نعتقد أنه الدين الحق، ومن اعتقد معنا هذا، وأصبح منا، وجب عليه أن ينصر الله، وأن يوضح للناس زيف العقائد المحرفة، مع التعايش السلمي معهم، وحرية الأديان وغيرها من القواعد المشتركة بين بني الإنسان، فضلاً عن أن تكون بين معتقدات هي في الأصل واحدة، من حيث النشأة والمصدر.

وإذا كان الأخ الفاضل يريد من القرآن ما يثبت أن ما يفعله خطأ، فإن آيات القرآن التي تدل على ضلال أهل الكتاب هي أوضح دليل، وإليك بعض الآيات التي توضح الموقف من أهل الكتاب:

– يقول تعالى: {قُلْ يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ تَعَالَوْا۟ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍۭ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًۭٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًۭا مِّن دُونِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَقُولُوا۟ ٱشْهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

– وقال سبحانه: {يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَقَالَت طَّآئِفَةٌۭ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ ءَامِنُوا۟ بِٱلَّذِىٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوٓا۟ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ* وَلَا تُؤْمِنُوٓا۟ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤْتَىٰٓ أَحَدٌۭ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌۭ *يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِۦ مَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ * ۞ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍۢ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍۢ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًۭا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا۟ لَيْسَ عَلَيْنَا فِى ٱلْأُمِّيِّـۧنَ سَبِيلٌۭ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ * إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَـٰنِهِمْ ثَمَنًۭا قَلِيلًا أُو۟لَـٰٓئِكَ لَا خَلَـٰقَ لَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ}.

– وقوله: {قُلْ يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًۭا وَأَنتُمْ شُهَدَآءُ ۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

– وقال سبحانه: {يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَا تَغْلُوا۟ فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْحَقَّ ۚ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلْقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌۭ مِّنْهُ ۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۖ وَلَا تَقُولُوا۟ ثَلَـٰثَةٌ ۚ ٱنتَهُوا۟ خَيْرًۭا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ ۖ سُبْحَـٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٌۭ ۘ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًۭ * لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}.

– وقال جلا في علاه: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

– وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ * وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ * وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.

– وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ * يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ”، وقال سبحانه: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ * لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.

يا أخي الفاضل؛
إن الله تعالى أكرمك بخير دين شرع، وبخير كتاب أنزل، وبخير رسول أرسل، فاحمد الله على نعمائه، وسر على صراط الله المستقيم، وافرح بهدي الله لك، ورحمته التي وهبك إياها، وتذكر قوله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، وقوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}.
هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وتابعنا أخي نديم بالأخبار.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى