استشاراتالشبهات

الحجاب لله، لا لرمضان

  • السؤال:
أريد أن يكون صيامي على أفضل وجه، هل يمكنني تغطيه شعري أثناء الصيام علما بأنني لست محجبة وأخلعه بعد الإفطار؟ أم كما يقولون لي فإنه لا قيمه لما أفعله؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:

نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.. آمين

أختي الكريمة:
من الجميل أن تخاف المسلمة على صيامها ألا يتقبل، ولكن أجمل منه أن تسعى لطاعة الله تعالى، وأن تعبد الله تعالى لا أن تعبد رمضان، ولكن أقول لك أختي : قد يكون من اليسير عليك أن ترتدي الحجاب في رمضان، فهذا عمل جيد، تثابين عليه إن شاء الله، فإن الله سبحانه لا يضيع عمل فاعل الخير، قال تعالى: {…فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ…}، وقال أيضا: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ..}، فكل من يعمل خيرا يتقبله الله تعالى منه، ما دام خالصا له، حتى لو كان يرتكب بعض الذنوب الأخرى.

ابدئي بارتداء الحجاب في رمضان، ولا تضعي في نيتك أنك ستخلعينه، فإنك لا تدرين، فربما فتح الله عليك، ورزقك الدوام عليه، وقذف حب الحجاب في قلبك، وما ذلك على الله بعزيز، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

أختنا في الله:
أخشى عليك – أطال الله عمرك وأحسن عملك – أن يكون أجلك قد اقترب، فلماذا تقابلين الله تعالى بهذه النية، بل انو خيرا، فإن الله تعالى سييسره لك، فهو سبحانه عند ظن عبده به، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى : {أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة}، رواه البخاري و مسلم.

وأدعوك بهذه المناسبة أن تقرئي بعض ما كتب عن الحجاب، في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتعرفي: الحكمة الربانية من فرض الحجاب على المرأة المسلمة ؟، و كذا لتتعرفي على مواصفات التي يجب ان تتوفر في لباس المسلمة ؟، اقرئي بتجرد ووعي وفهم، وأنا على ثقة أنك ستحبينه وتتمسكين به في رمضان وبعد رمضان.

إن تشريع الله تعالى لنا رحمة، فهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا، ولكل تشريع حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها، وما يحرم الله تعالى علينا شيئا إلا لما فيه من الضرر علينا، فيجب علينا ان نحسن الظن بالله، فهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا.

أختي الكريمة:
إن شهر رمضان فرصة للعودة إلى الله بتوبة صادقة، وأخشى أن تكون نيتك في خلع الحجاب بعد رمضان مانعة من خير يسوقه الله تعالى إليك، فتذكري أنك ستقفين أمامه، وأنه سيسألك عن كل صغيرة وكبيرة، فماذا أنت قائلة له؟ ستجدين كل أعمالك مسجلة في كتابك، فأخشى أن تندمي. فلا تكوني كمن يأتون يقوم القيامة يقولون: {يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، فانو ارتداء الحجاب، حتى لو خلعته بعد رمضان، لكن اجعلي أصل النية أنك سترتدينه لله، لا من أجل بشر ولا من أجل شهر، لا خوفا من نظرة الناس، ولكن طاعة لله، فأنت أمة من إماء الله، وهو الذي خلقك ورزقك وأكرمك بطاعته، فأطيعي سيدك ومولاك، ولا تطيعي خدمه وعبيده ومخلوقاته.

أختنا الفاضلة:
أطيعي مولاك الذي يحب لك الخير، ويرزقك دائما بكل خير، ساعتها لن تهابي أحدا من البشر، لأنك خفت الله، ومن خاف الله، رزقه الله تعالى الأمن في حياته وبعد مماته.

ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك هذه النية الصالحة من ارتداء الحجاب في رمضان، واعلمي أن هذا عمل يفرح الله تعالى به، ولكن فرحي الله في رمضان وفي غير رمضان، وانو أن تكون ملتزمة بأوامر الله، يوفقك الله تعالى في الدنيا والآخرة.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى