- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا امراة متزوجة منذ خمس سنوات ولدي ولدين، مشكلتي تكمن في زوجي حيث كل يوم ألاحظ مدى الفارق الديني ما بيني وبينه. والمشكلة الاكبر هي أنه قد درس أصول دين وهو ملتحي ويتصرف أمام الناس كانه شيخ فهو يعمل مدرس تربية اسلامية وعمل لفترة أمام مسجد ولكن كل هذا رياء أمام الناس فقط. وهذا الشيء هو سبب تعاستي وتعبي فانا عندما تقدم لخطبتي كان السبب الاهم في قبولي له هو الالتزام والدين ولكنني تفاجئت بانه عااااادي جدا حتى أنه لا يصلي فقد كان أول سنة يصلي ثم تركها وعندما أساله يقول صليت وأنا أعلم أنه لم يصل. اااااه، لو تعلمون كم أتعذب من هذا كم أتمنى أن يكون متدين ويخشى الله، كم أتمنى أن يكون من الذين تخشع قلوبهم لذكر الله فهو قلبه اشعر بانه كالحجر عكسي تماما. فانا أبكي كثيرا عندما أقرا أو أستمع القران بينما هو عندما يسمعه يغلق المسجل لا أدري لماذا وعندما أساله لماذا يقول هيك؟!!!! أفكر كثيرا بالانفصال رغم أن معاملته ليست سيئة معي فهو الى حد ما مقبول ولكن فكرة الطلاق بدات تلح علي منذ عدة ايام حيث كنت حائض وطلب جماعي وعندما رفضت أتاني من الخلف كاللواط وقد سر هو بذلك حتى بعد ان انتهى أكد لي أن هذا من أحلى لقاءاتنا منذ الزواج عاتبته وتضايقت كثييرا ولكن بالفعل لا أدري ماذا أفعل وأخاف أن يعيد الكرة أرجووووكم أرشدوني لا أريد أن أخسر ديني ودنياي، فانا أخشى الله كثيرا أنا أعيش في حيرة وقلق أرجو أن تساعدوني. |
- الجواب:
الأخت الفاضلة:
شكر الله تعالى لك أن فكرت في اختيار زوجك ذا دين وخلق، وهذا من الأمور المتفق عليها بدءا عند كل المسلمين، ولكننا يا أختي الفاضلة نحرص التدين في بعض ما يظهر من الناس من مظاهر هي من الدين، ولكنها ليست كل الدين، وهذا حتى لا تقولي: أنا اخترته ذا دين، وهذه هي النتيجة، ولكن، قدر الله وما شاء فعل، المهم كيف نتعامل مع الزوج الآن؟
إن اتخاذ قرار بالانفصال عنه، وهو ما قد يتبادر لذهنك أمر لابد فيه من التروي، وخاصة أن الأمر لم يعد يخصكما وحدكما، فلكما ولدان، من الواجب أن يتربيا في جو أسري نظيف، فيه الوالد مع الوالدة، يسعيان إلى حسن تربيتهما.
الأمر الثاني: أنه ليس كل من بدا له عيب في السلوك والأخلاق من زوج أو زوجة أن يكون الانفصال هو الحل، بل قد يكون الصبر أفضل، وقد كان لرجل صالح زوجة سيئة الخلق، يعرف عنها هذا كل من في البلد، وكان هو أحد الرجال الصالحين، فكلمه الناس أن يطلق زوجته، فقال: إني ابتليت بها، فأصبر عليها، ولكني أخشى أن أطلقها، فيبتلى بها غيري.
الأمر الثالث: أننا مأمورون بالإصلاح،وأن لم نفكر في إصلاح أقرب الناس إلينا، فمن نصلح؟ ففكري في طرق تساعد زوجك الذي فيه خير بلا شك أن يخرج من محنته، وأن يغير من سلوكه إلى الأحسن، وانظري ما فيه من المحاسن، فكل إنسان فيه خير وشر، وإن غلب أحدهما على الآخر، وإن كان زوجك شيخا، فمن المفترض أن يكون أقرب الناس لقبول النصيحة.
ومن وجهة نظري أنه يجب البحث عن الأسباب التي جعلت شيخا يسعى لمثل هذه الأفعال المشينة، والتي من الواجب أنه هو الذي يحاربها في المجتمع، وعند معرفة تلك الأسباب يمكن لنا أن نبدأ العلاج معه.
أما فيما يخص الإتيان من الدبر، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولو أصر الزوج على هذا السلوك، فمن حق المرأة شرعا أن تطلب الطلاق، وإصراره على هذا الفعل المحرم يبيح لك شرعا وقانونا أن تنفصلي عنه.
وقد يكون من الجيد مقاطعته ولو بعض الوقت إن كان هذا يجدي معه، أو يؤثر فيه، ويمكن لك استئذانه أن تبتعدي عنه أسبوعا حتى يشعر بالنعمة التي معه.
وأكثري من الدعاء أن يصلح الله تعالى حالك زوجك، وانظري من تعرفين من الصالحين من أقاربه أو أصدقائه أن يكونوا معه، حتى يعود إلى صوابه، وليس شرطا أن تحكي لهم كل شيء، ولكن يمكن أن يكون الأمر بالإشارة.
واهتمي بأولادك، فهم أمانة في رقبتك.
حفظك الله تعالى بحفظه
- د. مسعود صبري