استشاراتالزواج

زوجي والتعامل الربوي

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تفيدوني في موضوع. زوجي يريد أن يشتري شقة عن طريق البنك وهو ليس أحد البنوك الإسلامية، وقد كنت قد قلت له بأني سوف أـساعده بأن أبيع سيارتي الخاصة الموجودة لدي قبل أن اتزوج به وأبيع مجوهراتي لأساعده، ولكن عندما فكرت بالموضوع وجدت بأنني بهذه الطريقة أساعده على أخذ الشقة عن طريق البنك وبالتالي الدخول في الربا والحرام ولذلك عدلت عن رأيي.. وهو يرى الآن بأني قد تخليت عنه وأني لا أريد أن أساعده، وهو مصر على شراء الشقة سواء ساعدته في ذلك أم لا وسواء دفعت جزء من المبلغ كدفعة أولى أو لم أدفع. فهو مصر على أخذ الشقة وقد نصحته كثيراً بالابتعاد عن البنك، ولكنه يقول بأنه لا يأخذ القرض إلا لضرورة ولا يوجد طرق شرعية أخرى ميسرة، وبأننا لا نعيش في ظل نظام اسلامي حقيقي في بلدنا وبالتالي فهذا هو الحل الوحيد.. الرجاء أفادتي هل أبقى على موقفي ولا أساعده وأبيع ممتلكاتي لدفع دفعه في الشقة أم أبيعها لأنه سيتمم الشراء على كل الأحوال.
وشكراً.

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:

لن نتحدث معك عن الحكم الشرعي لشراء بيت من البنك بفائدة ربوية، فهذا مجاله الفتوى، ولكني سأحدثك عن بناء بيت يبدأ بالتعامل بالربا، وإصراره على هذا، وموقفك أنت، إذ طلبت المشورة، ولم تطلبي الفتوى، لأن هذه الصفحة ليس مجالها.

أختي الفاضلة
بيوت المسلمين تبنى على الإيمان، ومن أهم ملامح هذا الإيمان البعد عن الحرام، و الثقة بموعود الله سبحانه وتعالى من أنه سيفرج الكرب ويزيل الهم، والمسلم الحريص على دينه له أن يبدأ حياته بشكل متواضع، فليس شرطا الآن أن يشتري شقة، يمكن لكم أن تأخذ شقة بالإيجار حتى يوسع الله تعالى عليكم، كما أنه يمكن أن تشتروا شقة من إحدى الشركات الخاصة التي تبيع الشقق بالتقسيبط، أو تنظروا أي بنك إسلامي تشترون منه هذه الشقة بعقد بيع بالتقسيط، بعيدا عن الربا.

كما أن النفقة واجبة على الزوج، فهو الذي يجب عليه أن يوفر السكن حسب طاقته، وليس على المرأة في الإسلام أن تدفع له حتى قبل الزواج، وليس هذا تخل منك عنه، ولكنه حفاظ على أن يبدأ البيت على طاعة الله سبحانه وتعالى.

فلا تتخلي عنه، ولكن التزمي موقفك من أنك لا تريدين أن يبدأ البيت على شيء من حرام، وأنصحك أيضا إن كنت ستعطيه شيئا فليكن على صورة دين، يكتب لك به ورقة مشهود عليها، هذا في حالة إيجاد البديل المباح، وإن رأيت أنت أنه من الأصلح أن تساعديه، وإلا، فليكون هو بيته قدر استطاعته، على ما أحل الله تعالى، لا على ما حرم.
“وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًۭا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِۦ ۚ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍۢ قَدْرًۭا”.

وفقكما الله تعالى لما يحب ويرضى.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى