استشاراتالزواج

زوجي داعية مزيف

  • السؤال:
السلام عليكم، زوجي يعمل في الحقل الدعوي لكن للأسف لا يحافظ على الصلاة في المسجد، خاصة صلاة الصبح لا يستيقظ، استعملت معه جميع الطرق كالعض لأوقظه يوميا وكأنه طفل صغير، وكل من زارنا يلاحظ ذلك.

أنا خائفة حينما يكبر ابني يلاحظ هذا الأمر، وحتى في تعامله معي لا يؤدي حقوقي أنا وابني عليه مثل النفقة والرعاية، مع العلم أنه مع الناس يعتبر داعية ناجحا ماذا أفعل مع زوجي حتى يكون بيتنا بيتا دعويا ناجحا؟ وشكرا.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:

ما تتحدثين عنه هو مصيبة من مصائب من يدعون أنهم دعاة، واسمحي لي أن أتكلم بشكل صريح؛ فإن الطبيب الحاذق يجب أن يشخص المرض بشكل واضح، حتى يصف العلاج..

وأرى أن هرم الدعوة في مثل هذه الحالات مقلوب، واهتمام الداعية ببيته هو أوجب من دعوته لغيره؛ بل إن صدق الدعوة أن يكون بيت الدعاة من أهل الصلاح، ولهذا لما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تبعته زوجته وابن عمه الصغير (علي بن أبي طالب) وابنه من التبني (زيد بن حارثة) وأخص أصدقائه (أبو بكر) كان من أكبر الأدلة على صدق دعوته.
ولا أدري أي دعوة يدعو إليها المرء هو يهدم في أصل دينه، من ترك الصلاة، فهذا كمن بنى بيتنا ناقص العمد والأساس، ولكنه منشغل بالستائر وأنواع المصابيح والزينة التي يزين بها البيت.

إن هذا اعوجاج في الدعوة يكاد يفتك بها ويهدمها، ومثل هذه الدعوة لا تؤتي ثمارها، ولو أتت لكانت كالثمرة التي أكلتها الجانحة، بل إن مثل هذا التقصير هو الذي يخرج الدعوة سنوات وسنوات، ويظن الدعاة أنهم يبذلون أوقاتهم ولا يجدون نتيجة، مع كونهم هم الذين يهدمون من جانب مع كونهم يبنون من جانب آخر.

  • وما أنصحك به أختي الفاضلة:

  1- أن تجلسي مع زوجك جلسة مصارحة، ترشدينه إلى المرض الذي يكاد يفتك به، بنوع من التلطف، فكوني رقيقة الكلمة معه، يفيض حبك له من خلال كلماتك حتى تقع من قلبه موقعا حسنا.

  2- أن تطلبي منه كيف يرى هو العلاج لنفسه، حتى يكون أدعى لقبول التغيير.

  3- أن توقظي ولدك لصلاة الفجر، وأن تقيمي له حفلة بسبب محافظته على صلاة الفجر، وأن تخبري والده أن يشتري له الهدية، فإن هذا سيحرك في نفسه المحافظة عليها.

  4- أن تنامي مبكرا، وأن تسعي أن يكون هذا اتفاقا معه، وأن تحافظي على هذا بشكل دائم.

  5- أن تحاولي معه أن استخراج همته النفسية للحفاظ على صلاة الفجر.

  6- أن تطلبي من بعض من يجلس معه ممن تثقين فيهم من خلال زوجته أن يسأله عن صلاة الفجر في حياة الداعية، وأن يجيب عنه عن السؤال.

  7- أن تكثري من الدعاء أن يغير الله تعالى حاله إلى أحسن حال.

أختي الفاضلة، حل المشكلة عند زوجك، لأنه داعية، فاسعي قدر الإمكان أن تستنهضيه للحل.

وإن كان من نصيحة أخيرة للزوج:
أن يصلح شأنه أو أن ينتبه لبيته، أو أن يكون مكانه في الدعوة جاء عن طريق الخطأ.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى