- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، تحية طيبة وبعد: لقد انضممت للعمل الإسلامي منذ التحاقي بالجامعة، وكنت بفضل الله من الناشطات، ولكن بعد التخرج والحياة العملية لم أتعرف على الأخوات في منطقة سكني إلا بعد فترة لأني لم أكن أعرفهن من قبل. وعندما حدث ذلك صدمت؛ فقد كان الوضع مختلفا عما عهدته في الجامعة، من سرعة وتلاحق الأنشطة التربوية والدعوية وحماس الأخوات والحب والارتباط الشديد. للأسف الوضع تغير بعد خطبتي وزواجي، وجدت نفسي أبعد عن الأخوات، أعترف أني أخطأت، ربما شعرت أني لن ألبث أن أترك هذا الحي وأنتقل لمكان آخر. ومضى الآن 7 أشهر على زواجي، وطبعا أخذت وقتا لكي أصل إلى الأخوات، وتعرفت على بعض منهن من حوالي 4 أشهر، ولكن كان ورائي من مسئوليات الزواج والبيت والعمل ما شغلني عن دوام السؤال والمتابعة معهن، وزاد على ذلك الآن الحمل ومتاعبه. لا أريد أن أغوص أكثر في مشاغل الدنيا وأرضى بحالي هكذا، |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة..
كم أنا فخور أن هناك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هو مثلك حبا وحرصا على دين الله، وأرى أن تكوني قدوة لمثلك من الأخوات الفضليات أن يكون الدين شيئا رئيسيا في حياتهم، وألا تعيش الفتاة المسلمة حياتها لنفسها، بل تعيش لنفسها مع دينها؛ فالدين أغلى ما نملك في حياتنا.
ومثلك أختي لا يطال عليهم في الجواب، بل ميدان العمل والواقع هو السبيل الأوحد للتغيير، ولهذا فإني سأوجز إجابتي لك في تلغرافات سريعة:
- 1- طبيعة العمل الدعوي يختلف من مكان لآخر؛ فالجامعة تعني الانفتاح وحماس الشباب والحيوية وغيرها من المعاني التي يعتبرها الشباب ميزة، بخلاف العمل الدعوي في الأحياء؛ فهو مختلف تماما لطبيعة الحياة في الأحياء؛ فأنت لا تتعاملين مع طلبة وشباب، بل تتعاملين مع جميع الأعمار باختلاف مع المستوى الثقافي والمستوى الاجتماعي، وغير ذلك؛ مما يجعل هناك خلافا بين الجامعة والحي، وهو أمر طبيعي جدا.
- 2- لكن الشخص يجب أن يبقى هو بحيويته وحبه لدعوته وبذله له، مع نوع من التعقل، ولنكن صرحاء: فمجال الدعوة ليس مقصورا ولا محبوسا على شيء، ويمكن للإنسان أن يقوم بأعمال دعوية واسعة النشاط دون حكر من العاملين في الدعوة؛ فالدعوة الفردية مجالها واسع، وغيرها من الأنشطة الدعوية التي يمكن القيام بها، المهم أن تبقي أنت كما أنت.
- 3- لا بد من إدراك طبيعة المرحلة؛ فالزواج والحمل له متطلباته، وقد يكون من الطبيعي أن تختلف طبيعة النشاط وقوته وحيويته، ولكنه لا يموت.
- 4- ابقي على نشاطك، ولا تميتيه؛ فمثلك لا يصلح في حقه التدرج، بل إعادة النشاط والاستعانة بالله تعالى، وترتيب أمرك، لتجمعي بين حق البيت والزوج، وحق الدعوة، والحقوق الأخرى، المهم أن تبقي كما أنت لدعوتك بنشاطك.
- 5- أختي، هناك من الناس من يهبهم الله تعالى مزايا عن دونهم، وأرى فيك نشاطا وهمة عالية للدعوة إلى الله، فلا تطفئي في نفسك نور الله، بل مثلك أهل لأن يقودوا غيرهم، فكوني كما أحسبك، وانشطي لدعوتك، ولا تلومي نفسك كثيرا على التغيير الذي حدث لك، فهو شيء طبعي، فأدركي نشاطك حسب طبيعة المرحلة التي تعيشين فيها، المهم أن تعيشي للدعوة دائما.
حفظك الله تعالى أختي، وسدد خطاك، وتابعينا دوما بأخبارك.
- د. مسعود صبري