- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى حديثه الشريف “اذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.” وعذرا اذا كان نص الحديث الشريف مختلف وأعتقد أن للحديث بقية لا أعلمها. فهل يحاسبنى الله اذا أتانى من يحمل تلك الصفات ولكننى سأكون الزوجة الثانية أو الثالثة وأنا لا رغبة بى بذلك، ولا أرى فى نفسى تفهما لذلك الوضع؟؟ هل أعتبر آثمة دينيا؟ جزاكم الله خيرا. |
- الجواب:
الأخت الفاضلة:
الأحاديث النبوية معجزة في دلالاتها وألفاظها، ويجب أن نفهم الحديث بسياقه العام، وأن ندرك ما أخبر به العلماء من الاهتمام بمعرفة أسباب ورود الحديث، حتى نفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مراده، وأسباب الورود تعني معرفة الملابسات التي أحاطت بالحديث.
والإسلام ليس سيفا مسلطا على رقاب الناس، ويجب ألا تفهم النصوص الشرعية على هذا النحو. فإن الله تعالى ما جعل التعدد واجبا في أصله، ولكنه حل لكثير من المشكلات عند عدد من الناس، ولكنه ليس بلازم.
والخوف من رفض ذات الدين إن كان متزوجا، خوف في غير محله، لأن فهم الحديث يكون: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، ورضيتم به زوجا، فليس كل إنسان صالح يصلح أن يكون زوجا لصالحة، فهناك الاختلافات الشخصية، وهناك الجوانب الاجتماعية، وقد رفض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزوج ابنته فاطمة من أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – من كونهما أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفض عثمان وأبو بكر الزواج من حفصة بنت عمر.
و يجب أن نتفهم الواجبات القاطعة التي لا خلاف حولها، وأن نسعى لتطبيقها في حياتنا، وهناك مساحات من الاختيار يكون فيها حاجة الإنسان مع مراعاته لشرع الله تعالى هما أساس الاختيار، ولا يشترط في كل شيء شرعه الله تعالى وليس من باب الوجوب أن يكون لازما للإنسان، فإن المرء لا يلزم نفسه إلا بما ألزمه الله تعالى ورسوله.
وكما قلت: ليس من الحكمة اتخاذ النصوص الشرعية سيفا مسلطا على رقاب الناس، وإنزالها في غير محلها، فإن هذا تغيير للكلم عن مواضعه.
- د. مسعود صبري