- السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.. زوجتي في بعض الأحيان تتهاون عن أداء الصلاة في وقتها وبعض الأحيان لا تصلي، وحينما أذكرها بالصلاة تقول إنها نسيت علما أن لا شُغل لها سوى مشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات فماذا أفعل معها كي لا أتحمل المسئولية من تقصيرها في أداء فريضة الصلاة أمام الله عز وجل، وجزاكم الله خيرا. |
- الجواب:
الأخ الفاضل:
شكر الله تعالى لك اهتمامك بزوجتك..
غير أني لاحظت أنك لم تتكلم إلا عن الصلاة، وهذا يعني أن زوجتك لا تؤدي من العبادات إلا الصلاة بالشكل الذي ذكرت، وهذا شيء في الحقيقة مخيف، كما أن قولك: لا هم لها إلا مشاهدة التلفاز، يعني أن الفراغ يكاد يقتلها، حتى إنها لا تجد شيئا تعمله إلا أن تقوم بالواجبات المنزلية ومشاهدة التلفاز، وأداء الصلاة متى تذكرت، أو وجدت وقتا لها، ومثل هذه الحالة يجعل الإنسان على خطر.
- ونصيحتي لك في محورين:
الأول: الصلاة. والثاني: علاقتها بالله بشكل عام.
- أما عن الصلاة،
فإننا نحتاج أولا إلى تهيئة نفسية لزوجتك، من خلال سماع بعض الشرائط، وخاصة التي تغلب جانب التبشير، مثل: شرائط الأستاذ عمرو خالد، أو ما تجمع بين التبشير والتحذير، مثل شرائط الأستاذ وجدي غنيم.
ولا بأس من مشاهدة بعض البرامج الدينية، ما دامت هي تشاهد، فتتابع بعض الحلقات الفضائية التي تسهم في الحفاظ على الصلاة.
أما الأمر الثاني، فهو أن تأخذ زوجتك معك إلى المسجد في الأوقات التي تكون فيها في البيت، فتلك الصحبة الزوجية تجعل للصلاة روحا أخرى، تستشعر معها زوجتك جوهر الصلاة وحلاوتها.
وأن توصيها بالصلاة في المسجد إن كان قريبا في الأوقات التي لا تكون أنت موجودا فيها، فإن روح الجماعة تجعل المرء أنشط في الطاعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم “يد الله مع الجماعة”.
وأن تحافظ على صلاة النافلة في البيت، فإن رؤية زوجتك لك، يجعل الصلاة في دائرة الاهتمام.
يمكن لك أن تقاطع زوجتك بعض الشيء إن أصرت على ترك الصلاة..
أن تربطها بالله تعالى، وأن هذه الصلاة صلة بينها وبين الله تعالى، وأنك لا تحاسبها، وإنما تساعدها على أداء ما افترضه الله تعالى عليها، كأمة من إمائه، فإن ربط الطاعة بصاحبها أدعى للحفاظ عليها في كل الأوقات.
يمكن لها أن تنظر جيرانها من النساء، وأن تصاحب منهن من هي أقرب للصلاح، حتى تكون عونا لها على طاعة الله تعالى.
كافئها بخروج للتنزه أو بهدية إن رأيت منها حرصا كبيرا على أداء العبادة، وذكرها أن الثواب الأكبر عند الله تعالى.
- أما فيما يخص علاقتها مع ربها سبحانه وتعالى،
فإن هناك من الأمور التي يجب أن تسعى لدعوة زوجتك إليها، ومن أهمها:
1- تلاوة القرآن، فيكون لها ورد من القرآن الكريم يوميا، ولو لبضعة دقائق، فإنه ما تقرب العبد إلى الله تعالى بشيء أحب إليه من كلامه.
2- يمكن لها أن تحافظ على درس لتلاوة وتجويد القرآن في المسجد.
3- أن تحافظ على دروس العلم الخاصة بالنساء في أقرب مسجد لكم.
4- أن تتعلم ما يجب عليها من فقه النساء، من الطهارة وأحكام الصلاة والصيام وغيرها من الطاعات التي تقوم بها.
5- يمكن لها أن تدرس العلوم الشرعية في بعض المعاهد الدينية، فهي ستنفق وقتا لست موجودا فيه، وتتعلم كثيرا من دينها، في السيرة والعقيدة والفقه والحديث وغير ذلك، مما سيعود بالنفع على تربية أولادك.
6- أن تحافظ على صلة الرحم، وأن تصحبها في ذلك، من أقاربكما من الأسرتين، فإن هذا أدعى لأن تنفق وقتا في سبيل الله تعالى وطاعته.
7- أن تشغل جزءا من وقتها لمساعدة المحتاجين، كأن تدرس لبعض اليتامى، أو تعلم بعضهن حرفة تجيدها، أو تشارك في بعض أعمال الخير.
ولعلك أدرى منا بما يمكن لزوجتك أن تقوم به من الأعمال الصالحة بشكل عام.
لأنه كما قيل: نفسك، إن لم تشغلها بالطاعة، شغلتك بالمعصية.
- د. مسعود صبري