استشاراتالدعوة

قواعد أساسية في دعوة “المسيحية”

  • السؤال:
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل من ساهم في تقديم الجهود لهذا الموقع الذي ألفيته هاما بالنسبة لنا..

واستشارتي هي من باب قول: ما ندم من استخار وشاور المخلوقين..
أقول لإخواني: أريد مساعدتكم واستشارتكم إذا أمكن؛ المتمثلة في أنني على اتصال بإحدى المسيحيات من العراق من مدينة “الغدير”، وهي تقول: إنها تحترم الإسلام، وتود لو أن المسلمين يدرسون الإنجيل، وتقول: إنها من غير الطائفة المتعصبة أو المتطرفة، وأنا أحاول أن أقنعها أن الإسلام هو المهيمن على الكتب السماوية الأخرى؛ لذلك لم يستطع أي إنسان أن يحرفه كما استطاعوا تحرف الإنجيل..
والنقاش ما زال مستمرا؛ فإن كان عندكم شيء من البحوث حول المسيحية والرد على شبهاتهم حتى يتسنى لي أن أشارك في الدعوة إلى الله، علما بأنني ولله الحمد طالب علم ودرست “العقيدة الواسطية”، سماعا على شيخنا ابن العثيمين وكذا كتاب التوحيد.. وغيرهما وأنا ولله الحمد ثابت على ديني، فقط أريد المزيد من التدعيم، بارك الله في جهودكم.

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل، أحمد الله تعالى إليك أن وفقك لحب دينه، والسعي لتعريف الناس به، وبلاغ كلمة الله تعالى.

والمطلوب منا كمسلمين هو الإبلاغ فحسب؛ ذلك أن رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم تتمثل في هذا الجانب، كما قال تعالى: {إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ} (الشورى: 48)، وقال: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (النور: 54)، وقال تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ} (الغاشية: 22)، وقال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99)، وقال: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (الشعراء: 3)، وقال: {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (النحل: 127)

ولكننا نتعامل من باب الرحمة والشفقة على الخلق ليتعرفوا دين الله تعالى، كما قال سبحانه {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 128)، ومثل هذه المعاني الجياشة يجب أن تكون ملامح على طريق الدعوة إلى الله تعالى.

وإذا ارتضينا أن تكون رسالتنا هي “البلاغ”؛ فإن هناك محاور يجب اعتمادها في خطاب غير المسلمين، من أهمها:

 

  • أولا: حرية المعتقد:

فترسيخ حرية المعتقد عند الإنسان تجعله يؤمن باحترام هذا الدين، وإن لم يعتنقه؛ لأن الإكراه دائما لا يجلب الحب، ولن يؤمن الإنسان بشيء لا يحبه، ولهذا لفت الإمام ابن القيم –رحمه الله- الانتباه إلى أن العبودية لله يجب أن تكون بحب وحرية، وكما أن الإنسان عبد لله إجبارا، فيجب أن يكون عبدا لله اختياريا.

ومن عظمة هذا الدين إرساء مبدأ الحرية في المعتقد، بل لا يصلح الإيمان بدين إلا عن قناعة واختيار، والإجبار هو شراء للمصالح المؤقتة، وفك لضيق يقع فيه الإنسان، ولكن إن تغير حاله من العسر لليسر، ومن الضيق للسعة؛ فإنه سرعان ما يترك الشيء الذي أجبر عليه.

كما أن من معاني الحرية في الاعتقاد احترام الإنسان، وتحقيق مبدأ “التكريم الإلهي” له، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء: 70)، وفيه أيضا أن الإيمان هو بين العبد وربه في المقام الأول والأخير، وأن تدخُّل الناس فيه نوع من الإرشاد والتوجيه فحسب، أما صاحب القرار فهو الإنسان ذاته، ولهذا فإن من الإيمان أن نستشعر آيات القرآن الكريم وهي تعبر عن حرية الاعتقاد {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 256)، يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: “لا تكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام؛ فإنه بيِّنٌ واضح جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكرَه أحد على الدخول فيه؛ بل مَن هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه، وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورًا”. بل يذكر أهل التفسير أن بعض الصحابة أرادوا إكراه أولادهم، وبعضهم أرادوا إكراه غلمانهم على الإسلام، فنزلت الآية تنفي الإكراه؛ احتراما لاختيار الإنسان، ثم يحاسبه ربه على اختياره.

 

  • ثانيا: الجدال بالتي هي أحسن:

وذلك أن الحديث مع المخالف يجب ألا يدفع للفظاظة في القول، والسوء في المعاملة؛ بل كما قال الزمخشري: “بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين، من غير فظاظة ولا تعنيف”، وهذا هو منهج الإسلام في الدعوة، كما قال تعالى: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه: 44). ومن ذلك القول اللين قول موسى له: {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} (النازعات: 18-19). وأن يبقى الحوار هو لغة التواصل الدائم، ولو لم يؤمن المخالف بما تدعو إليه؛ فبقاء الحوار من أهم ركائز التواصل الإنساني.

 

  • ثالثا- التوحيد رسالة الأنبياء:

إن الله تعالى أرسل جميع رسله بالتوحيد؛ فكل الأنبياء رسالتهم واحدة، وهو تعبيد الناس لله تعالى، كما قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)، وقد أخبر المعصوم –صلى الله عليه وسلم- عن وحدة الأنبياء، كما قال: “أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى، الأَنْبِيَاءُ أَبْنَاءُ عَلاتٍ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى نَبِيٌّ” (رواه مسلم)؛ فكل الأنبياء جاءوا لرسالة واحدة، والاختيار إنما هو من الله وحده، كما قال تعالى: {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (الأنعام: 124)، كما أن الترتيب الزمني هو من اختيار الله تعالى؛ فالله تعالى هو الذي جعل آدم أبا البشر وأول الأنبياء، وجعل نوحا أول المرسلين، وجعل كل نبي في زمانه ولقومه، وهذا يعني أن الإيمان بالرسالة راجع لتحقيق العبودية لله؛ فحين يجعل الله تعالى موسى مقدما على عيسى، ويوجب على أتباع موسى أن يؤمنوا بعيسى، فليس لهم الاعتراض؛ لأن هذا هو اختيار الله الذي يؤمنون به، وليس لهم أن يعبدوا الله كما يشاءون، بل يعبدونه كما يشاء ويريد، وحين يجيء عيسى عليه السلام قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ويأمر الله تعالى أتباع عيسى والبشر جميعا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن من الإيمان اتباع ما أمر الله تعالى، ولو كان الله تعالى جعل عيسى وقومه هم آخر الأمم، وجعل محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته في مرحلة زمنية متقدمة، لكان واجبا على أمة محمد أن تؤمن بعيسى ورسالته، كما يأمر الله، ولكن قدر الله أراد أن يكون محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن تكون أمته هي آخر الأمم.

 

ومع كل هذا، فإن المطلع على الإسلام يجد أن من أركانه أن يؤمن المسلم بجميع الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}؛ فالذي ينتقل من المسيحية للإسلام لن يجد أنه قد ترك الدين، بل انتقل إلى دين أعلى؛ فإن كان يؤمن بعيسى وحده، فإنه في الإسلام يؤمن بعيسى وموسى وهارون وآدم ونوح وشعيب وإبراهيم ولوط ويعقوب ويوسف وإسماعيل وإسحاق وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، ممن يعلم ومن لا يعلم، وسيجد أن شرائعه التي يقوم بها موجودة في الإسلام مع اختلاف الصورة؛ فالصلاة والصيام والحج والزكاة، وأصول التشريع من تحريم الميتة وتحريم الزنى والربا والخمر والميسر، وتحريم سيئ الأخلاق بعمومها، والأمر بفضائلها وغيرها من أمهات الشرائع والأخلاق موجودة وبشكل أكثر ربانية وصدقا في التطبيق، وتطورا بما يتناسب مع الزمان والمكان؛ يعني أنه لا يشعر بخروج، وإنما يشعر بنمو.

 

  • رابعا- الاطلاع والمعرفة:

وهما من أهم سبل الوصول إلى الحق؛ فإن إغلاق العقل يؤدي إلى طمس الحقيقة، وبناء جدار عازل عن الوصول إلى معرفته، وأن تكون هناك عوائق للرؤية الصادقة، ولهذا فإن الانفتاح العقلي من خلال الاطلاع على جميع القراءات المتعددة يجعل المرء يراجع بعض أفكاره، فيتراجع عما يراه خطأ، ويقبل ما هو صواب، وأن يكون مبتغاه أن يهديه الله تعالى للصواب، وهذا الدافع يكون سببا في توفيق الله تعالى للعبد، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (محمد: 17).

 

وأنصحك بالرجوع إلى موقع: الحوار الإسلامي المسيحي؛ فبه عشرات الكتب عن البشارة بالنبي في الكتاب المقدس، وقراءة في معتقدات النصرانية، والرد على الشبهات، وسير لمن أسلم من النصارى، وكتب قديمة في الموضوع، بالإضافة إلى عدد من المواقع الأخرى المفيدة في هذا الباب.

 

ويمكن الرجوع لبعض الكتب، من أهمها:

1-        التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام، لفضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.

2-        النبوة بين اليهودية والمسيحية والإسلام، لعبد الراضي محمد عبد المحسن، رسالة دكتوراة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1995م.

3-        الصهيونية المسيحية، لمحمد السماك، دار البشائر.

4-        التثليث بين الوثنية والمسيحية، لمحمود حماية، دار النهضة العربية، 1990م.

5-        غير المسلمين في المجتمع الإسلامي للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.

6-        قذائف الحق، للشيخ محمد الغزالي رحمه الله.

وغيرها من الكتب في هذا الميدان.

 

  •  خامسا- حسن المعاملة والعلاقة:

فإن لم يجد المسلم في قلب من يدعوه رجاء أو قبولا؛ فإن العلاقة الحسنة في المعاملة هي الأساس، كما قال تعالى: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (الممتحنة: 8-9)، وفي بيان ذلك يقول الشيخ القرضاوي: “إذا كان الإسلام لا ينهى عن البر والإقساط إلى مخالفيه من أي دين ولو كانوا وثنين مشركين –كمشركي العرب الذين نزلت في شأنهم الآيتان السالفتان- فإن الإسلام ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، سواء أكانوا في دار الإسلام أم خارجها.

فالقرآن لا يناديهم إلا بـ”يا أهل الكتاب” و”يا أيها الذين أوتوا الكتاب”، مشيرا بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي؛ فبينهم وبين المسلمين رحم وقربى، تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى: 13).
والمسلمون مطالبون بالإيمان بكتب الله قاطبة، ورسل الله جميعا، لا يتحقق إيمانهم إلا بهذا: {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة: 136).
وأهل الكتاب إذا قرءوا القرآن يجدون الثناء على كتبهم ورسلهم وأنبيائهم.

وإذا جادل المسلمون أهل الكتاب فليتجنبوا المراء الذي يوغر الصدور، ويثير العداوات: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت: 46).

وقد رأينا كيف أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم، كما أباح مصاهرتهم والتزوج من نسائهم مع ما في الزواج من سكن ومودة ورحمة. وفي هذا قال تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ} (المائدة: 5).
هذا في أهل الكتاب عامة، أما النصارى منهم خاصة، فقد وضعهم القرآن موضعا قريبا من قلوب المسلمين فقال: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (المائدة: 82).

 

  • بعد ذلك أقول لك أخي:

1-     أخلص العمل لله تعالى؛ فإن الإخلاص طريق القبول والفتح والخلاص.

2-    لاحظ أنك تتكلم مع أنثى؛ فاحذر أن يتسلل الشيطان إلى نفسك.

3-   لا تشغل كل وقتك في محاورة الفتاة أو الانشغال بأمرها؛ فهناك من المسلمين من هم في أمسِّ الحاجة إلى دعوتك، وإصلاح الداخل خير من إصلاح الخارج.

4-  لا تظهر الحرص الدائم على إسلامها، بل الحرص على أن تقرأ هي وتفكر بعقل حر، وأن يكون الإقناع منها، وفي الوقت ذاته كن معها للرد على شبهاتها، وإرسال بعض الرسائل الطيبة لها.

5-  عليك بالتدرج معها، واقبل منها محاسن الأخلاق وحسن التصرف، ولا يشترط أن تجني أنت الثمرة، ربما تقوم بدور وتتركها، ثم يجيء غيرك من أخواتك وإخوتك المسلمين، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

6-  فكر في جدوى ما تفعل؛ فإن كان له جدوى فاستمر بإخلاص، وإلا فاصرف نفسك عنه، وكن صادقا مع نفسك فيما تعمل.

7-  أكثر من الدعاء أن يهديها الله تعالى للحق، وأن يهديك للصواب.

 

وفقك الله وأعانك.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى