- السؤال:
أنا فى السابعة والعشرين من العمر أعانى من مشكلة وهى أننى منذ تقريبا سبعة أشهر بدأت أشك فى صحة صلاتى بصفة مستمرة، كما أننى أيضا بدأت لا أعلم اذا كنت طاهرة أم لا وكلما أذن المؤذن للصلاة أدخل الحمام و أجلس فيه مدة طويلة يمكن أن تكون نصف الساعة أو 45 دقيقة و عندما أنتهى أصلى و أنا لا أدرى اذا كانت صلاتى صحيحة و عن طهارة أم لا. لا أدرى كيف أشرح أمري، ولكن الوضع تماما كأننى في امتحان أو خائفة من شىء حتى أصبحت الصلاة بالنسبة لى كالحمل الثقيل وسببت لى حالة نفسية من كثرة الدخول الى الحمام و اعادة الوضوء أكثر من مرة وأصبح الوضع سيىء جدا لدى حتى أن أهلى ما عادو يتحملو صوت الماء. ذهبت الى الطبيب لأرى ان كنت مريضة أو أى شىء حتى أعلم اذا كانت صلاتى مقبولة أم لا ولكن جميع الأطباء قالو لى أننى سليمة و ليس فى أى شىء فلا أدرى ماذا أفعل؟ وهل صلاتى غير مقبولة أم ماذا؟ حيث أننى أحاول أقصى ما عندى لأصلى عن طهارة، مع العلم أن هذا الوضع لا يظهر معى الا عند الصلاة. ووالدى قال لى أن هذا الأمر بسبب اننى خائفة بصفة مستمرة من أن لا أكون طاهرة يسبب لى هذا توتر. فالرجاء أخبارى ماذا أفعل؟ و هل صلاتى مقبولة أم أن الله لا يقبل منى صلاتي؟ و ماذا يجب أن أفعل اذا كانت صلاتى غير صحيحة لاعوض عدم صحتها حيث أننى أحاول كثرة الاستغفار و قراءة القران حتى أعوض هذا الوضع فى الصلاة؟ وما هى الايات فى القران التى يمكن أن تساعدنى على ان أفهم هذا الوضع؟ ومتى تصح الصلاة بلا طهارة أو مع وضوء واحد وبلا اعادة؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
ما تعاني منه هو نوع من الوسوسة، ويعرف بالوسوسة القهرية، وهو مرض نفسي شهير، والوسوسة في الطهارة والعبادة لها علاجان:
الأول: الذهاب إلى طبيب نفسي للمساعدة حتى تتخلصي من هذه الوساوس.
الثاني: علاج شرعي، وهو كثرة الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وألا تستمري في لواحق الوسوسة، يعني إذا وسوس لك الشيطان بأن صلاتك ناقصة، فلا تلتفي إليه، فصلاتي صحيحة وكاملة، وإذا وسوس لك في الوضوء أنك نسيت شيئا، فأنت لم تنسي، ولا تشقي على نفسك، وانظري حولك، فالناس طبيعيون في طهارتهم وعبادتهم، فلماذا أنت هكذا؟
وتقوية الإرادة والعزيمة من أفضل الأمور التي تساعد الإنسان، فقد أخبرنا الله تعالى أن عمل الشيطان، ومنه الوسوسة ضعيف، ولهذا كان واجبا علينا أن نتغلب عليه، قال تعالى: “إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفًا”، فإذا أخبرنا الله تعالى بضعف الشيطان، فكيف لنا أن نجعل كيده ووسوسته قوية في حياتنا؟
يا أختي..
أنت إنسانة طبيعية، ولكنك تحملين نفسك ما لا تطيقين، فلا تضخمي الموضوع.
وجزء مهم في الموضوع، وهو معرفة الأحكام الشرعية الخاصة بالوضوء والصلاة، فغسل العضو ثلاث مرات سنة، يعني لو شككت أنك غسلت مرة أو مرتين أو ثلاثة، فلا يهم، لأن الواجب مرة واحدة، فخذي الأمر بشكل يسير، فهو خير علاج لك إن شاء الله، مع مراجعة الطبيب النفسي في هذا.
وأكثري من الدعاء أن يعافيك الله تعالى مما ابتليت به من وساوس الشيطان.
- د. مسعود صبري