- السؤال:
أعاني من قلة الوازع الديني، ولا أدري ماذا أفعل لاعود كما كنت.. ففي فترة سابقة التزمت دينيا، وكان ذلك أثناء الدراسة الجامعية، ولكن بدأت اتخبط في الحياة و أذكر أن الشيطان دخل لي من باب الشك، فاصبحت أشك في كل شئ حتى في وجود الله.. حتى عندما كنت أقرأ القرآن يأتي على بالي أفكار جنونيه، فمثلا أقول أن سيدنا ابراهيم أراد دليل ليؤمن فكيف بنا نحن؟ ثم أقول أن الله يهدي من يشاء فهو الذي خلقنا وهو الذي أودع فينا الخير والشر، وهو الذي ركب الجينات لدينا لنكون كما أراد؟ ثم استلمتني فكره العدل كيف أن فلان غني و متزوج وووو وغيره ما سرق الا لأن الظروف دفعته لذلك، و أعرف أن لا شئ يجدث الا بمشيئة الله. فالسارق والزاني أالله أراد لهم ذلك؟ لا تقول أنه اعطانا العقل لنميز بين الخير والشر، لأن الله عز وجل هو الذي وزع القدرات العقليها. عرف أنك سوف تعتبرني ضائعه لكن ما بعثت اليكم الا لكي أجد الطريق الذي أنا على يقين أنه هو الصواب، ولكن أشعر ببعد فظيع عنه أحاول الانابه ولكن سرعان ما أفشل بعد أقل من 48 ساعه أرشدوني ما الحل. |
- الجواب:
الأخت الفاضلة،
حفظك الله تعالى من كل شر،
البيئة لها تأثير على الإنسان، فطبيعة الحياة الجامعية، ومرحلة عنفوان الشباب وحماسته مع الصحبة الطيبة تجعل الإنسان دائما في خير، ومع دوامة الحياة يختلف الإنسان، وإن لم يختلف كليا، فنوازع الخير الأصيل في نفسك مازالت باقية، وإن شابها شيء من الكدر.
- أما عن وجود الله،
فمن العبث الحديث عنه، فكل ما حولنا يدل على وجوده، فإن كنا ننكر الشمس والسماء والأرض، بل ننكر أنفسها، فهذا نوع من العبث، فما بالنا بمن خلق كل هذا، وصاحب كل شيء “ألا له الخلق والأمر.”
- أما عن القدر والجبر والاختيار،
فإن كثيرا من الناس يخلط في هذه القضية، فالله تعالى لا يجبر الإنسان على فعل شيء، ولم يجعل الله تعالى هذا ذكيا وهذا غبيا، فالدراسات الحديثة تشير إلى أن هناك أنواعا من الذكاء، هناك الذكاء الاجتماعي، والذكاء المنطقي، والذكاء المسمى بالموسيقي والذكاء الرياضي وغير ذلك من أنواع الذكاء، هذا يعني أن الناس مختلفة في التفكير من شخص لآخر، غير أن هناك حدا عند الناس يجعلهم يفكرون ويأخذون القرارات بأنفسهم، ما رأينا الله تعال أجبر أحدا على الإيمان به، ولا على الكفر به؟ ما رأينا الله شل من عصاه، وهو قادر أن يفعل!! الناس مختااااارة، ولها حرية الاختيار في الأفعااااال، والله تعالى لا يجبر أحدا على فعل شيء أبدا.
كيف يجعلون الله تعالى مختارين، ونحن نريد أن نكون مجبرين، وخاصة في الشر، حتى نرجع هذا لله!!
قال تعالى: {مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ ۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍۢ فَمِن نَّفْسِكَ} يعني أن الله تعالى سيساعد الناس على الخير، وإن لم يجبرهم علي، وأنه لا يساعد الناس في الشر ولا يجبرهم عليه.
وكل هذه وساوس من الشيطان، ومن النفس، فاستغفري الله تعالى، وجددي العهد مع الله، عسى الله أن يرزقنا وإياك سواء السبيل.
- د. مسعود صبري