- السؤال:
أعاني مؤخرا من الأرق و الخوف ليلا من همزات الشياطين أو كما قيل لي جيران و سكان البيت، مع أنني أدعوا كثيرا قبل النوم، ومن مشاكلي أنني متعودة على النوم على الجانب الأيسر، فماذا أفعل حتى أكون قوية؟ ألاحظ حركات و أسمع إسمي وهذا غير مجرى حياتي، منذ شهر أصبحت لا اتحدث مع أفراد عائلتي بحرية لأنني أعلم أن هناك من يراني و يسمعني تعبت والله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الأخت الفاضلة:
كثير من المشكلات تأتي من الجهل بالشيء، وعدم معرفته، وأننا أيضا نعطي لبعض الأمور أكبر من حجمها، وأننا في بعض الأحيان نعطي لبعض الأشياء ما لا تستحق، أو أننا نؤمن بأشياء قد لا تكون صحيحة عندنا.
فمسألة الجيران من الشياطين، هي موجودة بذاتها مع كل إنسان، فكل منا له قرينه من الجن، كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم بذلك، وعمل هذا القرين هو الوسوسة، ولكن في ذات الوقت معه ملائكة، كما أخبر الله تعالى: {لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتٌۭ مِّنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦ يَحْفَظُونَهُۥ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ}، وإن كانت لمة من الشيطان، فهناك لمة من الملائكة، وبالتالي يجب أن نعيد الصورة كما هي، وأن نفهمها على الوجه الصحيح، هناك شياطين، يوسوسون ويزينون للناس الشر، وهناك ملائكة، تزين للناس الخير، فلماذا ننظر إلى الشياطين، ولا ننظر إلى الملائكة؟!!
ثم إن الإنسان إذا أوهم نفسه بشيء، فإن هذا الشيء يكون كالحقيقي في حياته، وتكذيب الشرع وعدم الإيمان به يسلب الإنسان نعمة الأمن، فحين يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأ آية الكرسي قبل أن ينام لا يزال معه حافظ من الملائكة، فإذا ما نام المرء على وضوء، وقرأ آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، واستشعر أمان الله تعالى له، وأن الله تعالى وكل له ملائكة، فكيف بالشياطين أن تبقى؟؟ ولكن عدم الثقة بموعود الله هي التي تجعلنا نعيش في شك وأرق.
ولماذا لا تأتي الشياطين على الكفرة والملحدين، ويجعلون عيشهم أسود، صحيح لا ننكر فعل الشياطين من محاولات التزيين والعبث في حياة الإنسان، ولكن الله ما ترك، وأوضح لنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كيف يتصرف الإنسان.
فاقتلي الشياطين في نفسك، يقتلون من حياتك، وثقي بموعود الله تعالى، وتذكري دائما قول الله تعالى في الحديث القدسي “أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني”، فأكثري من الذكر، فإن فإن الشياطين تنفر منه.
وأكثري من قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}.
وعيشي يا أختي طبيعتك، هل تغيرين طبيعتك لظنك أن الجن يسمعونك، فالله تعالى يسمعنا ويرانا وما نغير كثيرا من حياتنا !! وماذا يعني أن يسمع حتى لو كان موجودا، الخوف يجب أن يكون من الله، وليس من أحد من البشر أو الجن أو أي أحد من المخلوقات، وقد أمرنا الله تعالى بالخوف منه وحده، وجعل ذلك علامة من علامات الإيمان: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
تحدثي مع من شئت، وقولي ما تريدين، ولا تخافي، فإنك في حماية الله.
- وأوصيك ببعض الأمور:
1- المحافظة على الوضوء بشكل مستمر، فإنه سلاح المؤمن.
2- المحافظة على الصلوات
3- المحافظة على تلاوة القرآن الكريم، ولو جزءا يسيرا كل يوم.
4- عمقي إيمانك بالله تعالى، ولا تخافي إلا الله.
5- اشغلي نفسك بالنافع المفيد، ودعي عنك وساوس الشياطين، وعيشي حياتك كما يعيشها ملايين مثلك، ولا تكون أقل منهم لأجل وسوسة أو عارض من الشيطان الرجيم.
6- أكثر من الاستعاذة الله، والاحتماء به سبحانه وتعالى، بقلبك ولسانك، ورددي كثيرا قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}.
وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى، وحفظك الله تعالى بحفظه.
- د. مسعود صبري