- السؤال:
لست هنا في مقام السؤال، إنما أدعو إلى أن تكون هناك حملة، ونهبّ جميعا للاعتراض على واقع الشاشة التلفزيونية العربية والتعري.. ووالله صرت أظن أن الحديث النبوي الذي يقول إن من علامات الساعة أن يقع الزنا على قارعة الطريق، أنه صار واقعا، حيث إنه يعرض على التلفزيون، ويدخل كل بيت، سواء الأفلام العربية الجديدة الوقحة جدا، أو أغاني “الفيديو كليب” الأوقح. أنا أستمع للاغاني في الواقع، وأعلم أنها معصية، لكن لا يمكن أن أستمع للأغاني المبتذلة، ولا أنظر للفيديو كليب أبدًا. |
- الجواب:
الأخت الفاضلة؛
أحمد الله تعالى إليك حرصك على دين الله تعالى، وأُكبِر فيك ما تفكرين فيه من القيام بحملة ضد العري الذي أصاب الأمة بالعطب، وشبابها بالسفه، فترك ميدان العمل والإنجاز، إلى مجال التفاهة والتحلل.
وهي فكرة جيدة، ستكون تحت الدراسة والتفكير إن شاء الله تعالى، وأقترح هنا معك -مفكرا بصوت عال- أهم المحاور والأشكال التي يمكن للحملة أن تتناولها، عسى أن يُنتفع بها في هذا الموقع أو غيره.
وأحسب أن من أهم الأمور التي يمكن التفكير فيها في إطار هذه الحملة ما يلي:
* قبل البدء:
– يمكن أن تُفتح ساحات الحوار في المنتديات بشكل عام حول الموضوع، والخروج بأفكار من الزوار المشاركين حول تحقيق هذه الحملة، ومن خلال التخطيط للحملة من القائمين عليها، ومن خلال أفكار بعض الزوار، يمكن رسم خريطة جيدة للحملة بشكل فعال.
– أن يقوم متخصصون بالتخطيط للحملة، من علماء الدين والنفس والاجتماع والإعلام والفنيين وغيرهم، حتى تأخذ الحملة طابع الشمول، مع الاستفادة من المعلومات التي تصل من الجمهور.
– أن تصاغ أهداف الحملة بشكل واضح، وأن يكون لها شعار يعبر عن أهم أهدافها، بحيث تكون جمله قصيرة يمكن لكل الناس حفظها، وأن يكون معها شعار مرسوم، يعبر هو الآخر عن هدف الحملة، ويساهم بشكل جيد في تفعليها.
– أن يتم التفكير في: وسيلة الحملة هل هي وسيلة واحدة أم أكثر من وسيلة، والمدة الزمنية المقترحة، والتقسيم الزمني للحملة من التمهيد والبداية والعمل فيها، إلى النهاية والنتائج واستقراء ما توصلت إليه الحملة من تحقيق أهدافها أو إخفاقها في بعضها.
– الإعلان عنها بداية في المواقع ومجموعات البرد الالكترونية، وتبني المواقع وبعض الصحف التي تسعى لنشر ثقافة العفة لمثل هذه الحملة، فتأخذ فترة ترويج لها، كنوع من التهيئة العامة للقيام بالحملة، ويمكن من خلال ذلك عمل استبيانات واستطلاع رأي للجمهور حول فكرة الحملة وجدواها، وذلك حتى نضمن مشاركة الجمهور معنا، وأن يستعد نفسيا لهذه الحملة.
* بعد البدء:
- يمكن الاستعانة بالزوار لتنشيط الحملة وتفعيل دورها، من خلال رسم بعض الأدوار التي يمكن أن يقوموا بها.
- نحن نتحدث عن حملة ضد العري، والعري بطبعه مرئي، فيجب أن تكون أدوات الحملة مرئية في مساحة كبيرة منها، ولأن العري يظهر بشكل فني، فإن إدخال عنصر الفن مهم جدا، فيمكن عمل بعض الفلاشات الجميلة، التي يمتزج فيها بعض آيات القرآن الحاثة على الفضيلة، وبعض كلمات من دروس وخطب، وبعض الأناشيد، مع الصور المعبرة.
- إبراز خطر العري من الناحية الدينية والعلاقة بالله، وأثر ذلك على الإيمان، كما يناقش أيضا خطر العري من خلال الناحية الاجتماعية، وأثره في تفسخ المجتمع، وأثر ذلك على الإنتاج، وتأثير العري على النفس وجلب نوع من الاضطراب النفسي والقلق الذي يعيشه الناس بسبب المعاصي، وإظهار خطر العري من خلال الناحية الدينية والنفسية والاجتماعية هام جدا في إبراز خريطة الخطر وإدراك الناس له، وبيان حقيقة النشوة التي يجدها الناس أثناء المشاهدة، وأنها نشوة زائلة وهمية لا حقيقية.
- إنتاج بدائل مباحة من الفيديو كليب المحترم، وأن نوسع إدراكنا له، فلا يكون حصرا على بعض المعاني الإسلامية بالمعنى الخاص، بل يمكن انتقاء مجموعة “فيديو كليب” تدعو للفضيلة بشكل عام، لتمثل بديلا عن هذا العبث والمجون.
- فتح حوارات مع متخصصين للمناقشة مع الجمهور ليسأل عن كل ما يريده حول مشاهدة العري، فالحوار والنقاش هو وسيلة الإقناع المثلى، وحين نستمع للناس، فإن هذا يتيح لنا معرفة الأسباب التي من أجلها يأتي الناس الحرام، مما يساعد على تشخيص الداء، ثم وصف الدواء، وكذلك إزالة بعض الأوهام العالقة في أذهان الناس.
- أن يراعى في الحملة وأدواتها أنها تخاطب فئة الشباب، وهذا يعني أن المداخل للخطاب هنا قد تكون مختلفة شيئا ما، فهي تحتاج إلى نوع من البساطة والسلاسة واليسر والجاذبية، وأن تكون المعاني مكثفة في مفردات قليلة، وأن تكون بوسائل جذابة.. كالفيديو، والفلاش، والباور بوينت، وأن تكون المقالات خفيفة الظل، مفهومة المعنى؛ كما تراعى الحاجات الشبابية، وهذا يستدعي من القائمين على هذا الأمر أن يراعوا هذه الاحتياجات أثناء تحضيرهم وتخطيطهم، وذلك بإدراج أنشطة ومشاهدات لأشياء نافعة تناسب المرحلة العمرية لهم.
- أن توضع بعض الاستبيانات في أثناء الحملة وبعد انتهائها لجس نبض الزوار من نجاح الحملة أو عدمها، ومعرفة صعودها وهبوطها، حتى يتسنى لنا أن ندرك تحقق الأهداف المرجوة.
* في كل المراحل:
– الاستعانة بالله تعالى قبل كل شيء، وأن نستمد منه العون والتوفيق، وأن يرشدنا لما فيه صلاح الأمة.
هذه أختي بعض اللمحات السريعة حول حملة “ضد العري”، أرجو أن يكون بها فائدة، وأن نتواصل دائما لتحقيق آمالنا بإذن الله.
- د. مسعود صبري