استشاراتالجنس والغرام

العادة تطاردني

  • السؤال:
أنا شاب فى السابعة عشر من عمرى ومشكلتى هو أنى بدأت أستشعر العالم من حولى جيدا وبدأ أعلم عن دينى ما هو بالهين ولكن أنا فى نفس هذة الاوقات أمر بمرحلة تكاد تغمصنى فى المعصية وهى قضاء شهوتى من غير زواج بيدى.. أريد حلا وأخاف أن تبعدنى هذة المعصية عن ربى.

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل:

النية الطيبة في التخلص من الرذائل تساعد كثيرا على جلب عون الله تعالى، فاستمر في هذه النية، فإن الله تعالى سيعينك على التخلص مما أنت فيه.

وعادة السرية عند الشباب هي دليل – في الغالب – على ضعف الإرادة والإيمان، بحيث يصبح الشاب مسلوب الإرادة، تحركه شهواته وهواه، وقد ذم القرآن الكريم أن يكون الإنسان مسلوب الإرادة، يتبع كل ناعق، حتى ولو كان هذا الناعق من نفسه، قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيْرِ هُدًۭى مِّنَ ٱللَّه}، وقال: {أَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلً}.

إن الإسلام يربي في المسلم أن يكون صاحب اختيار، فهو الذي يسوق ولا يساق، وحين يتبع، فإنما يتبع على هدى وخير، {فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةًۭ ضَنكًۭا}، فمن أهم أسباب العلاج أن يدرك الشاب طبيعة التصرف الذي يقومه به، ثم ينظر المصالح والمفاسد من ورائه، وأن يقوم بنوع من المقارنة مع التحليل حتى يقف على اتخاذ موقف صائب.

إن الاستمناء استمتاع زائل لا يبقى، وهو يعبر عن صراع داخلي، أو يعبر عن أزمة نفسية، أو نقص لحاجة – كالزواج مثلا- ولكنه لا يستطيعه، فينصرف إلى نفسه، ليقوم بهذه العملية الرذيلة، بما يتبع هذا أن يسير الشاب وراء شهوته، فيتصاعد عمله من الاستمناء إلى أمور قد تزيد على هذا، بغية إشباع الرغبة الجنسية، فإن من يقوم بالاستمناء لا يكتفي به بينه وبين نفسه في حجرته، إنه لابد أن ينظر إلى النساء في الشوارع، والمناظر الخليعة على القنوات وعبر الإنترنت وفي المجلات وغيرها- في كثير من الأحوال، لأنه يريد إشباع الشهوة،ولذا يقترح كثير من الناس الزواج عند الاستطاعة، لأنه خير وسيلة لإشباع الرغبة الجنسية عند الإنسان بطريق مشروع، لقوله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء”.

ونلحظ أن القرآن الكريم أشار إلى الأمر بحفظ الفرج دون أن يحصر ذلك في وسائل، وإن أشار إلى بعضها، وفي الأمر جاء قوله: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ}، وفي العلاج قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰٓ أَزْوَٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}، فأشار إلى الزواج كوسيلة للحفظ، وأشار إلى غض البصر، وللإنسان أن ينظر وسائل أخرى ليحفظ بها نفسه.

ولعل مداخل بعض الناس يكون من النظرية النفعية، وهذه النظرية قائمة على أن الإنسان يفعل الشيء لجلب نفع، أو لدفع ضر.

 

  • ومن المفيد أن ننقل ما قاله بعض الأطباء عن آثار الاستمناء، ومن ذلك:

    1. “لا تصل العادة السرية بالشخص الذي يمارسها إلي إشباع جنسي حقيقي حيث تبقى لذتها في حدود التصورات والتخيلات. كما أنها تخلق في ذات الشخص ميلا إلى الانطواء.

    2. العادة السرية تعود الألياف العصبية على الهياج اليدوي مما يصعب إرواءها بالهياج العادي خلال عملية الجماع بين الرجل والمرأة في حالة الإفراط. وأما عند النساء يصعب عليها أن تصل إلى الهياج العادي الناجم عن الاتصال بين الرجل والمرأة.

    3. العادة السرية تدفع صاحبها إلى الإفراط والإدمان عليها وطلب المزيد، فالعلاقة الطبيعية تتطلب حضور شخصين في مكان معين وساعة معينة بينما العادة السرية فمتى أراد الشخص استطاع ممارستها وهذا بحد ذاته يدفعه إلى الإدمان.

    4. تسبب العادة السرية الغضب والحزن، فهو بعد الانتهاء من الممارسة ينتابه شعور بالذنب، وأنه من الممكن أن تسبب له الأمراض. وهذا الشعور يؤدي بصاحبه إلى الإحساس بالخوف من المجهول وكثرة الأسئلة التي تراوده في نفسه.

    5. العادة السرية لا تؤدي إلى اللذة الجنسية الحقيقية – فالجماع يعتبر حدث مهم لأنه يتم به التقاء شخصان محبان فيتبادلان المتعة طيلة الوقت، وهنا ليست فقط الأجهزة التناسلية فقط تأخذ حقها من المتعة، ولكن حتى النفس تشعر بالراحة والسعادة – بينما في العادة السرية ما هو إلا حدث غير مهم لأنه يكون وحده وهو عبارة عن تفريغ فقط لمحتويات الأعضاء التناسلية.

     6. ممارسة العادة السرية عند الفتاة أشد خطورة وذلك لأن الفتاة قد تلجأ لاستعمال أدوات أو أشياء لحك الأعضاء التناسلية في طلب النشوة مما قد يصل لمحاولة إدخال إصبعها بالمهبل مما يهدد عذريتها. ” انتهى

 

  • وهناك بعض النصائح التي يمكن الاستفادة منها، لعلاج هذه المشكلة، وهي:

1. الإسراع بالزواج إن كان الشخص قادرا على ذلك.

2. الإرادة هي العامل الأول والرئيسي لترك هذا الفعل.

3. ضبط النفس – وليس الكبت ويكون ضبط النفس بمعرفة الشخص نفسه بضعفه وسرعة تأثره في المواقف، لذلك يحاول أن يبتعد عن هذا الطريق الذي يؤدي به الإثارة ولا يسمح لهذه الرغبات والتهيجات أن تكون بنفسه من الأساس. وأما الكبت فيقصد به هو تخزين الرغبات الجنسية بحجة التحكم فيها، فتظل الرغبة مشتعلة تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج. والخلاصة أن يبتعد الشخص عن كل ما هو من الممكن أن يثيره جنسيا ويبتعد عن مشاهدة الأفلام الخليعة وعن مواطن الإثارة.

4. حاول أن توجه حواسك وفكرك في أمور كالطبيعة والتأمل في خلق الله وملكوته، فهذا أفضل من توجيه الفكر في الجنس.

5. صن حواسك ونقي نظراتك ولا تسمع للأحاديث الغير مجدية، وانظر إلى كل فتاة على أنها أختا لك…

6. لا ترجع إلى فراشك بعد أن تنهض منه — ولا تعد إلى الفراش إلا وأنت تشعر بالتعب حتى تنام مباشرة.

7. تجنب الحمامات الساخنة وحاول الاستحمام وأنت على عجل (مثلا، صباحا قبل الذهاب للمدرسة، الجامعة أو العمل).

8. تجنب الكتب المثيرة وأحسن اختيار الأصدقاء الذين يعينونك على الحق وليس الباطل.

9. الابتعاد عن المأكولات المسببة للغازات والتوابل المهيجة والولائم الدسمة.

10. وأيضا الابتعاد عن أكل اللحم والسمك والأصداف والبيض بشكل مفرط والإكثار من أكل الفاكهة والسلطة والخضار والحليب.

11. أن يحاول الشخص أن ينفتح على العالم الخارجي وأن يكون صداقات نافعة.

12. أن يحاول الإنسان قدر الإمكان أن لا يخلو بنفسه إذا كان يعلم بأنه من النوع الذي يفكر كثيرا بالجنس.

13. القيام بالأعمال الرياضية صباحا ومساء.

14. أما في الحالات الصعبة فاللجوء إلى الطبيب هو أفضل وسيلة إذ يصف الطبيب في هذه الحالة بعض المهدئات التي تخفف منها.
انتهى نقلا عن موقع الصحة.كوم.

وأظن بعد كل هذا لا يبقى مجال إلا التطبيق، فكم من الكلمات قيلت، ولكنها ظلت حبرا على ورق، حتى أحياها الناس في نفوسهم، فتحولت إلى شموع تضيء الطريق

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى