استشاراتالجنس والغرام

الاستغفار بالزواج من الخطيئة

  • السؤال:
نشأت بيني وبين أحد الأشخاص علاقة حب، وبعد فترة طويلة توطدت علاقتنا جدا واتفقنا على الزواج، ولكن سرا؛ لأنه متزوج، وأنا مطلقة، ولكل منا أولاد وهو يخاف من زوجته وعائلته لو علموا بزواجه؛ ولذا كان مترددا في موضوع الزواج وكل منا في حاجة للآخر نفسيا وجسمانيًّا حتى أتى لي في بيتي في يوم وأغراني فحدث بيننا ما حدث، ولكن لفترة لا تكاد تكون برهة وبعدها أفاق كل منا لما حدث ندم عليه، وانصرف من عندي، وبعدها بيوم قال لي إنه لا بد أن ننسى ما حدث بعد أن ندم كل من على ما كان واستغفر ربه وتاب إليه؛ وذلك لأن كلا منا يعرف الله كثيرا ويصلي فرضه ويصوم ويؤدي حقوق ربه. ولا أعرف كيف حدث ذلك بيننا.

وقال لي لا بد أن ننسى ما حدث، ونستغفر الله ونتوب على ما فعلنا، ولا نعود له أبدا، وإذا كنا نريد أن نتوب فعلا فلابد أن تنتهي معرفتنا ببعض رغم أنه كان يقول لي أريد التشجيع منك لنتزوج، وأخذ هذا القرار، ولكن بعد ما حدث تغير تماما، وأصبح يصوم كثيرا، ويحافظ على الصلاة أكثر من قبل، ويستغفر الله كثيرا، وقرر ألا يخاطبني أبدا ولا حتى صباح الخير برغم أننا نعمل سويا في مكان واحد وعلاقتنا في العمل قوية جدا، ومعظم شغلنا معا وقبلها كان عملنا مرتبطا ببعضنا جدا، والكل يعرف ذلك فقلت له على الأقل نظل في العمل كما كنا ونتعامل كإخوة وزملاء أو أصدقاء فقط حتى لا يلحظ أحد حولنا أي تغير في ذلك وأن نأخذ عهدا على أنفسنا بألا نعود لمثل هذا أبدا فرفض.

وأنا نادمة جدا، ومنذ لحظتها وأنا أستغفر الله كثيرا وأدوام على الصلاة في وقتها وأصوم كثيرا لعل الله يغفر لي ويتوب علي فهل يقبل الله توبتي؟ أم أنا زانية لا توبة لي إلا إذا أقيم علينا الحد؟ وإذا تزوجنا فهل يغفر الله لنا أو يخفف من عقابنا أم لا؟ 

 

  • الجواب:

الأخت السائلة:
يكاد يتأكد لي كل يوم أن من أعجب ما خلق الله تعالى هو ذلك الإنسان، فهو عجيب فعلا، ونحتاج من علماء النفس والسلوك والاجتماع أن يكثروا الدراسات عن السلوك الإنساني، لنكتشف إعجاز الله تعالى في قرآنه، ومنه قوله: “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”، وإن كان العلماء يفهمون ذلك على الإعجاز الخلقي للإنسان، فإنه ليس هناك ما يوجب حصر فهم المعنى على هذا النحو الذي قاله المفسرون وحده.

نسأل الله تعالى أن يحفظنا من تلك الشرور التي تظهر لنا كل يوم، فمثل هذا البلاء أضحى متكررا بشكل بشع، والأعجب من هذا أن الكل يزعم أنه متدين ويصلي ويصوم ويفعل ويفعل، وأن المرأة إنسانة صالحة، لكنها وقعت في الزنى معه، لقد أضحى الأمر شيئا مخيفا، يجب أن يحدث لنا صدمة في حياتنا حتى نفيق من هذا العبث والهراء.

أيتها السائلة:
توبة من زنى لا يشترط فيها الزواج، فالتوبة شيء، والزواج شيء آخر، ولكن إن كنتما تريان أنكما تصلحان أن تكونا زوجين، فليكن الزواج بشكل الطبيعي من الإيجاب والقبول والمهر والولي والإشهار والتوثيق، ولا يشترط فيه موافقة الزوجة ولا الأهل، فهو إنسان كامل الأهلية، وأنت امرأة عاقلة رشيدة ثيب، ففكرا في الزواج بينكما، فإن كان صالحا فتوكلا على الله، وإن كنتما لا تصلحان زوجين، فالتوبة واجبة على كل حال.
ومن صدقت توبته إلى الله، تاب الله عليه

د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى