استشاراتالجنس والغرام

مقاطعة الوالدة والستر عليها

  • السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: السلام يبدأ الكلام ابدأ كلامي باسم الله لعله يعينني على مصبيتي، مشكلتي ان امي تتصرف تصرفات غير اخلاقية لا تناسب مجتمعنا وديننا الحنيف حيث انها تعود الى المنزل في ساعة متأخرة من اليل وتضع مساحيق التجميل (المكياج) وحاولت بدوري ان انصحها بسبب أن ذلك قد بدأ يؤثر على سمعتنا لكن محاولاتي باءة بالفشل الضريع لانها كانت تكذب حيث انها تقول لي انها قد تاخرت في مكان ما وابي يعلم بذلك ولكن ابي لايعلم بحقيقة افعالها وأنا اخشى على والدي لانه حالته الصحية لاتسمح باخباره بالحقيقة حيث انه مصاب بالقلب والانفاعلات لاتصلح لحالته.. هل يمكنني يا فضيلة الشيخ ان اضغط عليها بمقاطعتها واني اعلم يا فضيلة الشيخ باني على يقين مما تفعل وان فعلتها منافية للدين وللاخلاق ولكن اعذرني لا استطيع ان اشرح لك افعالها بالتفصيل لاني اريد الستر على والدتي فهي في الاخير والدتي التي ولدتني.. ارجو كل الرجاء بالرد على سؤالي هذا باسرع وقت ممكن مع خالص شكري وامتناني وجزاكم الله خيرا.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:

بداية أشكر لك التزامك وتمسك بدينك، فهو الشيء النافع لنا في الدنيا والآخرة، مهما كان مجتمعنا لا يساعدنا على ذلك، فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يتبعن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر، فتذكري دائما “لا أسوة في الشر” بل الأسوة دائما في الخير.

ومن علامات المسلم أنه يحمل الخير للناس دائما، وأول هؤلاء الناس والداه، وخاصة الأم، والطريق يا أختي هي مصاحبة والدتك، وأن تكونا صديقين معا، ليس شرطا أن نسرع في التغيير، لأن السرعة قد تؤدي إلى عدمه، ولكن اجعل أمك تقدرك وتحترمك، وتشعر منك الحنان والخوف عليها، افتحي قلبها، وغيريه قبل أن تغيري سلوكها.

أما موضوع المقاطعة، فالأولى ألا نستخدمه إلا بعد استخدام أدوات أخرى من الإحسان في المعاملة والتعامل بحنان زائد، فإن أصرت على هذا، ورأيت أنت أن مقاطعة البنت لأمها قد يؤثر في الأم، فلا بأس بهذا، على أن يكون بمقدار لا يقلب الأمر خصومة، فالمقاطعة كالملح في الطعام، قد يفسده بكثرته، ولكننا نحتاج إليه.

وأكثري من الدعاء الله تعالى أن يفتح قلب أمك للخير والإيمان والالتزام بشرع الله تعالى، ولا بأس أن تسمعيها، ولو بغير مباشرة بعض الشرائط الدينية للأستاذ عمرو خالد ، والأستاذ وجدي غنيم، أو الشيخ محمد حسان، أو غيرهم من المشايخ الكرام.

كما أنه من الجيد أن تدليها على البديل المباح مما تفعله من الحرام، فإن كانت تحب الخروج، فلا باس بالتنزه معها بشكل لا يخالف الشرع، أو أن تعزميها خارج البيت، أو تهاديها، فإن الهدية تفتح القلب، كما قال صلى الله عليه وسلم ” تهادوا تحابوا”.
ومع كل هذا، فالبر البر بأمك، فإنه لا مثل له.
هدانا الله تعالى لما يحب ويرضى.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى