استشاراتالجنس والغرام

امرأة تعشق امرأة

  • السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته شكر الله لكم أن بادأتم بالخير ونحن إليه أحوج.

وأبتدئ إشكاليتي بالتأكيد على أن رحابة صدركم في تلقيكم لخطيئاتنا هي التي دعتني لطرح مشكلتي بعد إذ أعنتني وأرهقتني دهرا طويلا.. فالأمل يعمر نفسي أن تبادئوني بهذه الرحابة والرفق والحدب على مشكلتي التي أدرك أنها محفوفة بالخطيئة والمعصية -غفر الله لي- باختصار شديد.. عانيت مشاكل فادحة في أسرتي منذ طفولتي، لا سيما على يد شقيقتي التي أدمنت إهانتي وإلحاق الأذى بي، وقد وصلت جرأتها أنها كانت تهددني بالموت والقتل، ولم يكن حالي مع والدتي -أبقاها الله- خيرا من ذلك فقد كان نفورها مني واضحا، ولا أدري السبب في ذلك، ولعل محبة والدي -رحمه الله- الخاصة لي أذكت هذه المشكلة.. ولست بمعرض البحث عن الأسباب، لكنني أقول.. إن هذه المنافرات الأسرية جعلتني أنسلخ بشكل كبير عن أسرتي، لأبحث عن ذاتي خارجا..

وقد شاء الله أن ألتقي سيدة فاضلة في ذات عملي التدريسي، وكان منها أن أسبغت عطفها وحبها عليّ، ولا أعدو الصواب إذا قلت إنها أعملت جهدها في سبيل نزع كل الأشواك والشوائب العظيمة التي كدرت حياتي، وكانت بفضل الله سببا لعودة العلاقات بيني وبين أهلي إلى حد ما، وإذ كانت تحضني دوما على العبادات وعمل الخير الذي كانت تتقنه مع الأيتام والفقراء والمحتاجين، فإنها أسرت قلبي، إلا أن الأمر -ويؤسفني جدا- قد تعدى ذلك إلى أنها بدأت معي علاقة جنسية.. بدأ الأمر بقبلة الفم، وحقيقة لم أكن أدري في ذلك حرمة أو خللا.. كنت سعيدة بذلك لأنها كانت تهبني أمنا افتقدته عمري كله مع أسرتي.. وتتابعت الأمور حتى بلغت أقصاها.. لا أخفيك سيدي أنني أجد راحة كبيرة معها لأسباب عديدة جدا لعل من أهمها أنني كنت أشعر بأنني أريد أن أنصهر في ذاتها لأعود طفلة صغيرة في رحمها.. لأستشعر الأمان وأدرك فيها الأمومة الضائعة التي بحثت عنها الدهرَ كله.. أنا الآن متعلقة لأقصى حد بها.. وكلما التقينا مارسنا الجنس وقد استمر ذلك لسنوات عديدة.. تبنا كثيرا وبكينا كثيرا وتعاهدنا على ألا نعود ولكنا أضعف من ذلك.. حججت واعتمرت وسألت الله أن يعيننا على ألا نعود ولكني بمجرد أن ألتقيها تثور كوامن نفوسنا ونقع في الخطيئة.. أحبها جدا فهي السبب الكبير بإذن الله في توازني النفسي تجاه أشياء كثيرة جدا مرت بي.. ولكنها في المقابل سبب خلل نفسي من نوع آخر.. لا أريد الابتعاد عنها، كما أنني لا أريد الاستمرار في هذه المعصية التي أعلم يقينا أن الله لا يرضى عنها.. كلي رجاء أن تفتح أمامي سبيلا مشرقا لترك هذه الخطيئة دون أن تغرق في وصفي بالإثم وتبكيتي به!!!

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:
عفا الله تعالى عنكما وعنا جميعا، وحفظ علينا ديننا. 
يا أختي الفاضلة:

هناك انفصام ظاهر في كثير من التعاملات بين الناس، فهذه المرأة، وهي المربية الفاضلة لك، وهي التي ساعدتك، لكن الجنس أفسد هذه العلاقة الطيبة، والشيطان يدخل للإنسان من باب الخير، كما يدخل له من باب الشر.

ومثل هذا الانفصام الذي أدى إلى هذا الالتحام “الخبيث” لا حل له إلا الانفصال ولو لفترة، أنت الآن تعانين من مرض هو في طبيعته نفسي جنسي، وكما لا يخفى أن هذا نوع من الشذوذ الجنسي الذي يجب أن تعالجي منه.

وخير علاج له الزواج، لأن الزواج سيشبع عندك الحاجة الجنسية بشكل طبيعي وأحسن من ممارسة الجنس مع امرأة، ساعتها، ستشعرين حقيقة بفحش ما تأتين من فعل، ويكون الزواج دافعا لك لترك العلاقة المحرمة، و يفتح لك باب التوبة إلى الله.

وحتى يتم الزواج يجب ترك هذه المرأة حفاظا عليك وعليها، تقولين إنها أحسنت إليك، فردي إليها الإحسان بالإحسان، واحفظيها من الشر الذي وقعتما فيه، وحين تعود إليك نفسك، وتدركين أنك لن تعودي لهذا الحرام، ساعتها عودي إليها مرة ثانية، بعد أن تتأكدي أنها هي الأخرى قد أصبحت في غير حاجة إلى هذا الحرام الغريب.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى