- السؤال:
اتمنى أن أعرف كيف أكتسب حب الله لي، وما هي الأعمال التي يمكن أن تجعلني أحظى بهذا الأمر العظيم؟ |
- الجوب:
بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
حب الله تعالى ليس له طريق واحد، بل طرقه متعددة، حتى يكون الطريق فسيحا أمام خلقه جميعا، ويمكن استقصاء طرق حب الله تعالى بالرجوع إلى القرآن الكريم، والبحث بمادة “حب”، من ذلك:
1- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.
2- الإحسان طريق إلى محبة الله تعالى، قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
3- الإنفاق وحسن الخلق، قال تعالى: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ}. وقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسْكِينًۭا وَيَتِيمًۭا وَأَسِيرًا}.
4- تقوى الله، قال سبحانه {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.
5- التواضع، قال تعالى: {مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ}.
6- التوبة والرجوع إليه، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}.
7- الطهارة والنظافة الخارجية والداخلية، قال تعالى: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
8- الصبر عن الشدائد، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.
9- التوكل على الله، قال تعالى: {إن الله يحب المتوكلين}.
10- طيب الكلام، قال تعالى: {يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ}.
11- العدل والقسط، قال تعالى: {وَلَا تَعْتَدُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
12- عدم الإسراف، قال تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ}.
13- الوحدة والاجتماع والبعد عن الفرقة، قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِۦ صَفًّۭا كَأَنَّهُم بُنْيَـٰنٌۭ مَّرْصُوصٌۭ}.
14- إتيان الطاعة والبعد عن المعصية، قال تعالى: {وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَـٰٓؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰٓؤُهُۥ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم}.
15- وهناك درجات في الحب أكثر من غيرها، كما جاء في الحديث القدسي: “أحب الغني الكريم وحبي للفقير الكريم أشد، وأحب الفقير المتواضع وحبي للغني المتواضع أشد، وأحب الشيخ الطائع وحبي للشاب الطائـع أشـد. وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد: أبغض الغني المتكبر وبغضي للفقير المتكبر أشد، وأبغض الفقير البخيل وبغضي للغني البخيل أشد، وأبغض الشاب العاصي وبغضي للشيخ العاصي أشد.”
وتعدد هذه المداخل لحب الله تعالى يجعل المرء يمكن له الحصول عليها، فيتخير من النوافل والزوائد على الطاعات، والبعد عن المحرمات، وترك المكروهات ما يجعله أقرب إلى الله تعالى، بل إن ما فرضه الله تعالى علينا هو أيضا طريق إلى حب الله، كما جاء في الحديث القدسي: “وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه”.
وأبواب حب الله كثيرة، لا يتسع المجال في استشارة واحدة لاستقصائها.
د. مسعود صبري