استشاراتالزواج

بيتنا وبيت زوجي

  • السؤال:
السلام عليكم.. أنا فتاة عمري 25 سنة معقود قراني على شاب على دين وخلق و علم و ابن عائلة كبيرة وهو متميز بشهادة الجميع وأنا أحبه وهو يحبني كذلك وعرسنا بعد 3 أشهر.. وليس لدي أي مشكلة معه أو مع أهله..

مشكلتي مع أمي ومع الناس من حولي.. طبعا تمت خطبتي لهذا الشاب بموافقة أهلي وأهله بشكل طبيعي.. لب المشكلة أن إحدى زميلات أمي كانت تعرف عائلة خطيبي منذ زمن وتعرف أنهم كانوا على خلاف مع جيران لهم من أقاربهم وهي خلافات عشائرية تخص العشيرة ككل.. وتم بعدها سجن أخوه لمدة أسبوع لأنه شارك في الدفاع عن عشيرته وحصل بعدها الصلح والأخ الآن خريج من الجامعة وهو مهندس طيران.. وأهل خطيبي طيبين ومتواضعين.. وهم يختلفون عنا في أننا أكثر ترتيبا وأناقة منهم.. هم متدينون ونحن كذلك لكنهم يسكنون في بيت متواضع.. بيتنا أجمل وأأنق من بيتهم (كلها بيوت إيجار ليست ملكنا أو ملكهم ).. لباسنا يختلف عنهم من حيث الذوق والأنافة.. أمي أصبحت مشكلتها الآن هذه المرأة زميلتها.. إنها تتحدث في سمعة العائلة بين النساء من صديقات أمي ومعارفنا أي أنها تقلل من شأن عائلة خطيبي بسبب ما تعرفه عنهم وأنهم أقل ترتيبا وذوقا منا وكيف وافقنا عليهم فهم ليسوا في مستوانا (مستوى الأناقة والذوق والإيتيكت) وأمي تحس بالإهانة لقبولها مثل هذا النسب على حد رأيها و أنني (كسفتها على حد قولها) بين صديقاتها.. خصوصا أنني كنت متشجعة جدا للعريس فهو إنسان متميز بدينه وخلقه وعلمه  وظيفته.. تعبت جدا من كلام أمي ومن كلام الناس الذي يشعرني أحيانا بالإهانة..

مع أنني والله اخترت هذا الشاب على أساس الدين والخلق ثم نسبه العريق الذي يشككون فيه لدرجة أنني صرت أفكر بالطلاق حتى أتخلص من تأنيب أمي وكلامها.. دلني شيخي ماذا أفعل وقل لي كلاما يريحني (علما أننا سألنا عن الشاب وعائلته ولم نسمع إلا الكلام الطيب والحسن).

 

  • الجوب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد :
الأخت الفاضلة:
نور الله تعالى بصرك وبصيرتك، وهداك ما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة

يا أختي الفاضلة:
يجب أن نكون قوما نعي ونفهم ما يدور حولنا، وأن يكون لنا عقل نفكر به، و ميزان من الشعر نزن به أمورنا، ومادمتم قد وافقتم على هذا الشاب المتدين المتلزم، صاحب الخلق، وبينكما من التوافق والحب ما عبرت عنه، فلا تلتفوا لكلام الناس، وكما قيل: إرضاء الناس غاية لا تدرك.

ثم إنكم اتبعتم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، أخشى يا أختي إن تسمعتي إلى كلام الناس أن تندمي وتظلمي، ومن تسمع لكلام الناس ظن، ومن ظن ظلم، ومن ظلم، ندم، يوم لا ينفع الندم، في الدنيا والآخرة.

أحسب أن معك جوهرة فلا تتركيها، وانظري حياتك معه، فهو الذي سيعيش معك، لا صاحبة أمك ولا عائلته، فهي حياتكما الخاصة، ومادمت قد رضيت به، فتوكلي على الله، وحذار من الظلم، فإنه شر مستطر. ودعك من كلام الناس، فمادمت قبلتيه بميزان الشرع، فليس بعد الشرع من ميزان.

ثبت الله تعالى قلبك على الحق، ويسر أمركم، وجعل حياتكما سعيدة.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى