استشاراتالزواج

الزواج من ملتزمة وعدم التزام الوالدين

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب أحرص على أداء الفرائض التي أمرني بها ربى -ولله الحمد والمنة في ذلك-، ولكن والديّ وأخي لا يقيمون فريضة الصلاة.. فأبي مع علمه بفرضيتها وسماعه للقرآن إلا أنه لا يؤديها تفريطًا وكنت كلما حدثته في ذلك يبدي لي اقتناعه، لكن دون أن يحدث أي تغير وأمي لا تعرف سوى أقل القليل في أمور دينها لانخفاض مستوى تعليمها وعدم نصح أبي لها.

والآن أنا مقدم على الارتباط بفتاة ملتزمة أحبها وهي تحبني لالتزامي الديني وأنني سوف أساعدها على الطاعة، فهل أصارحها قبل ارتباطنا بأمر والديّ أم أترك ذلك حتى تكتشفه هي بنفسها؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

الأخ الفاضل:

جميل أنك تريد أن تبني بيتك على الصراحة والوضوح، واسمح لي ببعض الكلمات قبل الإجابة على سؤالك:

أولها: التقصير الذي يبدو منك مع أهلك، مع كوننا دائمًا نعتذر أننا كلمنا أخانا أو أبانا أكثر من مرة، ولكن حسب فهمي أن الدعوة ليست حصرًا على أن يفعل الإنسان شيئًا وكأنه يقول: لقد عملت ما علي، وكأنك تؤدي واجبًا ثقيلاً على قلبك، ولو أنك تدعو من ستتزوجها، أو أحد أصحابك لكنت أرق قلبًا، وأحرص عملاً، وأوسع صدرًا، أقول لك يا أخي: اعتبر أباك إنسانًا غريبًا عنك، إن كانت دعوة الأغراب يكون فيها الأخ الداعية أحن وألين وأحرص، وإن كان من المفروض أن يكون الإنسان أكثر حرصًا على أهله، وقد قال تعالى: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًۭا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ}.
وقد قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، وبقدر نجاح الأخ الداعية مع أهله المقربين، بقدر نجاحه مع غيرهم، فهذا هو المحك الصعب الذي يجب عليك أن تختبر في نفسك.

وإن كنت تكلم أباك -ولم تذكر لنا إلا الكلام معه دون أساليب الدعوة الأخرى- فلماذا لا تعلم أمك، إنك مفتوح القلب على من تريد الزواج منها، وأنك ستعينها على الطاعة وتسير معها في الدعوة، وأرى علقت شماعتك فيما يخص والدتك على والدك الذي تعلم أنه لا يصلي، ثم قلت: إنه لا يدعو ولا يعلم أمي!! فأين أنت يا أخي الداعية؟ فأمك أقرب الناس إلى قلبك، وهي أول من يجب عليك الخوف عليهم.

وكم كنت أتمنى أن تطلب من بعض إخوانك أن يساعدوك في أمر دعوة بيتك، لكن لا أن تتركهم هكذا، ففكر في الأمر مع من ترى فيه الصلاح من أهل الدعوة، واشغل نفسك بهم أكثر مما أنت عليه.

أما من ستتقدم لها، فأرى أنه لا بأس بأن تفاتحها في هذا، لكن بأسلوب جيد، لا أنك تقدم لها تقريرًا عن أهلك، ولكن اجعله في ثنايا الكلام، واطلب منها أن تكون عونًا لك على دعوة أهلك فيما بعد، فإني أؤمن أن الزواج يجب أن يكون مبنيًّا على الوضوح والصراحة، ولسنا ملائكة ولسنا شياطين، عندنا من الصواب ما عندنا، وعندنا من الخطأ ما عندنا، ننمي صوابًا، ونصحح خطأنا.

أوصيك أخي بأهلك خيرًا، وأحسب أنك لست بحاجة إلى الوصية بمن ستتزوج، فأنت مؤهل نفسيًّا لهذا.

أسعدك الله تعالى، وجعل زواجكما مباركًا، ورزقكما العمل للدعوة واستخدمكما لخدمة دينه سبحانه وتعالى، وأنعم عليكما بالإخلاص والقبول.
وتابعنا بأخبارك.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى