استشاراتالشبهات

لا أجد طعم التوبة

  • السؤال:
فعلت كبيرة من الكبائر لوقت طويل ولكن لظروف خارجه عن إرادتي توقفت عنها، وتبت ولكنى لا أستطيع أن أشعر بالندم وأخشى أن أعود إلى ذلك الذنب لو توافرت الظروف ماذا أفعل لأكره هذا الذنب وأتوب إلى الله؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ السائل:

الإكثار من الذنب يحدث رانا على القلب، فلا تجد القلب يستشعر الخوف من الله، وقد هتك الإنسان الستر الذي بينه وبين الله تعالى، ويصبح قلبه قاسيا كالحجر، وصاحب هذا القلب يتطلب منه عملا مضاعفا من التوبة، أوله أن يحاول أن يعيد لقلبه بعض الحياة بعد أن مات قلبه، فلا يصلح أن نزرع في أرض صلبة، بل لابد من تهيئتها أولا حتى تكون صالحة للزرع، ثم تأتي عملية الزرع فيما بعد.

وفي حالتك هذه يجب أن تحدث هزة كبيرة في قلبك، أو يحدث انقلاب قلبي عندك، بعد أن مات بعمل الفاحشة مدة طويلة، وسل الله تعالى أن يعيد إليك قلبك مرة أخرى، قد يكون ذلك من حادث تراه فيمن حولك، أو سماع بعض المشايخ في ذم ما أتيت من كبيرة، أو تعرف حجم الجرم الذي ارتكبته، والأضرار التي ترتبت عليه.

كما أنه يجب عليك أن تحيي في قلبك الخوف من الله، وأن تقرأ وتسمع عن عذاب الله، وتعرف من أحوال أهل النار ما يجعل الإنسان يشيب رأسه، وأن تقرأ في أحوال الصالحين وخوفهم من الله، ومع قلة ذنوبهم بالنسبة لنا، ولكنهم كانوا أشد خوفا من الله، حتى إن أحدهم ليسمع الموعظة، فيخر عليه مغشيا.

وقد ذكرت أنك قد تبت إلى الله تعالى، ومن لوازم هذه التوبة كره الفعل، ولكن هذا لم يحدث لك كما ذكرت في رسالتك، ومعنى هذا أنك لم تتب توبة صادقة، ولكن سعيك وسؤالك يعني أن هناك صدقا في نفسك طلبا للتوبة إلى الله تعالى.

فابدأ من هذا الطلب الصادق للتوبة إلى الله، واهزز أركان قلبك، ونقه مما شابه من الشوائب والمعكرات،

 

  • وإليك بعض النصائح في هذا المقام غير ما ذكر في الكلام السابق:

1- ابتعد عن الأماكن التي تظن أنها تقربك من هذه المعصية.

2- ابتعد عن قرناء السوء، الذين يأخذون بيدك إلى معصية الله.

3- استمع كثيرا إلى كلام الله تعالى، فإن كلام الله مما يرقق القلب، ويفتح مغاليقه، ويقلب مرضه صحة وعافية.

4- انظر صحبة صالحة، تصاحبك وتعينك على طاعة الله تعالى.

5- أكثر من الدعاء إلى الله تعالى أن يهبك العافية في الدنيا والآخرة.

6- اقرأ كثيرا في أضرار ما أتيت من محرم.

7- ضع خطوات عملية للابتعاد عن إتيان المعصية التي تفعلها، فأنت أدرى الناس بنفسك، وإن أفتاك الناس وأفتوك.
واعلم أخي السائل أن الله تعالى ما خيب رجاء من دعاه، وأنه ما أغلق بابه أمام من طلب توبته، فإنه سبحانه هو الغفور الرحيم.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى