- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: شيخنا الفاضل لدي سؤالان الرجاء الإجابة عليهما بالتفصيل: لقد قرأت هذه العبارة في إحدى المواقع: ونزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة، كيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة.” رواه الترمذي (2396)، وصححه الشيخ الألباني. وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة. من هو المنافق وما صفته، وهل معنى أنني إن كرهت شيئا في زوجي ولكني مثلت عليه عكس ذلك فهذا هو النفاق. وحيث إنني كنت قد أخطأت وأنا متزوجة والله ستر علي ولم أعد لمثل هذا الفعل ولكن بعد مرور زمن طويل قمت به ثانية، ولم أفعله مرة أخرى وتبت إلى الله، وقررت ألا أعود له مرة أخرى، فهل معنى ذلك أنني منافقة لأن الله ستر علي في الدنيا، وهل معنى أن الله ستر علي في الدنيا سوف يؤجل عقابي للآخرة مع العلم أني تبت إليه ولن أكرر ما فعلت أبدا ابدا. أفيدوني أفادكم الله. السؤال الثاني: وحيث إنني سيدة عاملة ولا يوجد لدي وقت لحفظ القرآن والذهاب لإحدى الدورات لتحفيظ القرآن لاختلاف الاوقات بيننا فهل قراءتي له تكفيني عن حفظه أم أنني أكون مؤثمة لتركي حفظه، وهل إن داومت على قراءته أكون قد أوفيت حقه. |
- الجواب:
الأخت الفاضلة:
المقصود من الحديث أن ما يصيب الإنسان من بلاء في الدنيا، فهو تكفير له عن ذنبه، حتى لا يساء الظن فيما يبتلى به المرء، بل هو من رحمات الله تعالى بعبده.
أما تأخير العقوبة فلا يعني بالضرورة دائما أن يكون تغليظا للعقوبة، فإن الله قد يغفر للإنسان ذنبه، وذلك من فضل الله.
كما أن في شأنك أن المطلوب شرعا هو الستر، وكما جاء في الحديث: “فمن ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فليستتر بستر الله عليه”، وإن كان الشرع يطلب من الغير أن يطلب أخاه، فمن الأولى أن يستر الإنسان نفسه.
ولكن عليك بحسن التوبة إلى الله تعالى، وإصلاح ما فسد من بعدك عن الله تعالى، وإحسان معاملتك لزوجك، وحسن تبعلك له، فتلك توبتك إلى الله تعالى.
والذي أفهمه أن تأجيل العقوبة يكون شرا لمن لم يتب الله تعالى عليه، ولم يغفر الله، أما المغفرة، فإنها تمحو الذنب بالكلية..
أما عن سؤالك الآخر، فقيام الليل من الأعمال الصالحة، والتي تقرب إلى الله تعالى، ولها ثواب وفضل عظيم عند الله تعالى، ولك أن تقرئي من مصحف صغير، أو تقرئي مما تحفظين ولو كان قليلا، فأي الأمرين اخترت، فلا بأس عليك.
- د. مسعود صبري